ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الـمسألة الربعة | 538
(534-539)

المسنونة عند الشافعية ـ وعندما اتى رجل أميّ يُدعى (شباب) مع حماته الى هنا (بارلا) للاستجمام واتاني بحكم معرفتي له لكونه من بلدتي، استدعاه من المسجد ثلاثة افراد من الدرك المسلحين. وحاول ذلك المسؤول ان يستر عمله غير القانوني قائلاً : استميحكم العذر لاتلوموننا انها من متطلبات الوظيفة! ثم سمح له بالذهاب.
فاذا قيست هذه الحادثة مع سائر المعاملات والامور، يُفهم أن معاملاتهم هي محض الهوى وان التصرفات إعتباطية بحتة، حيث يسلطون عليّ الحيات والكلاب، وانا أترفع عن الانشغال بهم، وافوض امر اولئك الخبثاء الى الله القدير لدفع شرورهم.
وفي الحقيقة، ان الذين اثاروا الحادثة التي كانت السبب في التهجير هم الآن في مدنهم، وان الرؤساء المتنفذين هم الآن على رؤوس العشائر إذ اُطلق سراح الجميع، الا انا واثنين من اخوان الآخرة، اُستثنينا من الجميع ولم يطلق سراحنا، علماً انني غير مرتبط بعلاقة بالدنيا ، وتعساً لها ولتكن وبالاً عليهم. وتلقيت هذا الامر ايضاً بالقبول وقلت : لابأس به.
ولكن أحد ذينك الاخوين قد عيّن مفتياً في احدى المدن، فهو يسافر ويسيح بحرية في كل جهة من الوطن الاّ مدينته، حتى انه يستطيع الذهاب الى العاصمة (انقرة). وتُرك الآخر في وضع يتمكن من الاجتماع بالوف من احبّائه في استانبول، وسمح له ان يقابل الاشخاص أياً كانوا. علماً ان هذين الشخصين ليسا وحيدين مثلي ـ لا أهل لي ولا عيال ـ بل لهم نفوذ كبير.. وكذا وكذا..
أما أنا فقد دفعوني الى قرية ووضعوني بين أناس لا وجدان لهم اطلاقاً. حتى انني لم اتمكن من الذهاب الى قرية قريبة تبعد عشرين دقيقة عن (بارلا) الاّ مرتين خلال ست سنوات. ولم يسمحوا لي بالذهاب الى تلك القرية لقضاء بضعة ايام للاستجمام.
وهكذا يحاولون سحقي تحت استبداد مضاعف، علماً ان اية حكومة مهما كانت لها قانون واحد، فليس هناك قانون، حسب

لايوجد صوت