ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الـمسألة السابعة | 555
(552-566)

والاستقامة بين كفران النعمة والافتخار هو القول:نعم! انني أصبحت جميلاً حقاً، ولكن الجمال لايعود لي وانما الى البدلة، بل الفضل يخص الذي ألبسنيها.
ولو بلغ صوتي أرجاء العالم كافة لكنت أقول بكل ما اوتيت من قوة: ان (الكلمات) جميلة رائعة وانها حقائق وانها ليست مني وانما هي شعاعات التمعت من حقائق القرآن الكريم. فلم اجمّل انا حقائق القرآن، بل لم أتمكن من اظهار جمالها وانما الحقائق الجميلة للقرآن هي التي جمّلت عباراتي ورفعت من شأنها واستناداً الى قاعدة: وما مدحت محمداً بمقالتي.. ولكن مدحت مقالتي بمحمدٍ(1). اقول:
ومامدحت القرآن بكلماتي .. ولكن مدحت كلماتي بالقرآن.
فما دام الأمر هكذا. أقول باسم جمالية الحقائق القرآنية: ان اظهار جمال (الكلمات) التي هي معاكس تلك الحقائق، وبيان العنايات الإلهية المترتبة على جمال تلك المرايا، انما هو تحدث بنعمة الله، مرغوب فيه.
 السبب الخامس:
سمعت من أحد الأولياء ـ قبل مدة مديدة ـ أنه قد استخرج من الاشارات الغيبية لأولياء سابقين ماأورثه القناعة بأن نوراً سيظهر من جهة الشرق ويبدد ظلمات البدع.
ولقد انتظرتُ طويلاً ظهور مثل هذا النور ومازلت منتظراً له، بيد ان الأزاهير تتفتح في الربيع، فينبغي تهيئة السبل لمثل هذه الأزاهير المقدسة. وأدركنا اننا بخدمتنا هذه، انما نمهّد السبيل لأولئك الكرام النورانيين.
ولاشك ان بيان العنايات الإلهية التي تخص (الكلمات) لايكون مدار فخر وغرور ابداً اذ لايعود الى اشخاصنا بالذات. بل يكون ذلك مدار حمد وشكر وتحدث بالنعمة. 


------------------------
(1) في مكتوبات الإمام الرباني : ما إن مدحت محمداً بمقالتي لكن مدحت مقالني بمحمد - المترجم

لايوجد صوت