ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الـمسألة السابعة | 558
(552-566)

الاشارة الثانية:
العناية الربانية الثانية التي تخص الخدمة القرآنية هي:
ان الله سبحانه وتعالى قد أنعم عليّ باخوة أقوياء جادّين، مخلصين، غيورين، مضحين، لهم أقلام كالسيوف الالماسية، ودفعهم ليعاونوا شخصاً مثلي لايجيد الكتابة، نصف أمي، في ديار الغربة، مهجور، ممنوع عن الاختلاط بالناس. وحمّل سبحانه كواهلهم القوية ماأثقل ظهري الضعيف العاجز من ثقل الخدمة القرآنية، فخفف بفضله وكرمه سبحانه حملي الثقيل.
فتلك الجماعة المباركة في حكم اجهزة البث اللاسلكي (بتعبير خلوصي) وبمثابة مكائن توليد الكهرباء لمصنع النور (حسب تعبير صبري). ومع ان كلاً منهم يملك مزايا متنوعة وخواصّ راقية متباينة إلاّ أن فيهم نوعاً من توافقات غيبية (حسب تعبير صبري) اذ يتشابهون في الشوق الى العمل والسعي فيه والغيرة على الخدمة والجدية فيها، اذ إن نشرهم الاسرار القرآنية والانوار الايمانية الى الاقطار وابلاغها جميع الجهات، وقيامهم بالعمل دون فتور، وبشوق دائم وهمة عالية، في هذا الزمان العصيب (حيث الحروف قد تبدلت ولاتوجد مطبعة، والناس بحاجة الى الانوار الايمانية) فضلاً عن العوائق الكثيرة التي تعرقل العمل وتولد الفتور، وتهوّن الشوق .. أقول ان خدمتهم هذه كرامة قرآنية واضحة وعناية إلهية ظاهرة ليس إلاّ.
نعم! فكما ان للولاية كرامة، فان للنية الخالصة كرامة ايضاً، وللاخلاص كرامة ايضاً، ولاسيما الترابط الوثيق والتساند المتين بين الاخوان ضمن دائرة اخوة خالصة لله، تكون له كرامات كثيرة، حتى ان الشخص المعنوي لمثل هذه الجماعة يمكن ان يكون في حكم ولي كامل يحظى بالعنايات الالهية.
فياأخوتي وياأصحابي في خدمة القرآن!
كما ان اعطاء جميع الشرف والغنائم كلها الى آمر الفوج الذي فتح حصناً، ظلم وخطأ، كذلك لايمكنكم اسناد العنايات الإلهية في الفتوحات التي تمت بقوة شخصكم المعنوي وبأقلامكم الى شخص

لايوجد صوت