ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الـمسألة السابعة | 561
(552-566)

اذن على ذلك الوجه يدّل على انها أثر عناية إلهية مباشرة، لأن جميع الحقائق العميقة الدقيقة في هذه الرسائل كلها تُفهَّم وتدرّس الى عوام الناس واكثرهم أمية بوساطة التمثيلات. مع ان علماء أجلاء قالوا عن اكثر تلك الحقائق انها لاتعلّم ولاتدرس، فلم يعلّموها للعوام وحدهم، ولا للخواص ايضاً.
وهكذا فهذا التسهيل الخارق في التأليف والتيسير في بيان الحقائق، بجعل أبعد الحقائق عن الفهم كأنها في متناول اليد وتدريسها الى أكثر الناس بساطة وأمية، لايكون في وسع شخص مثلي له باع قصير في اللغة التركية، وكلامه مغلق ولايفهم كثير منه، حتى يجعل الحقائق الظاهرية معضلة، واشتهر بهذا منذ السابق وصدّقت آثاره القديمة شهرته السيئة تلك.. فمثل هذا الشخص يجري في يده هذا التيسير والبيان الواضح لاشك انه أثر من آثار العناية الإلهية، ولايمكن ان يكون من حذاقة ذلك الشخص، بل هو جلوة من جلوات الاعجاز المعنوي للقرآن الكريم، وصورة منعكسة للتمثيلات القرآنية.
 الاشارة الخامسة:
على الرغم من انتشار الرسائل ـ بصورة عامة ـ انتشاراً واسعاً جداً، فان عدم قيام أحد بانتقادها ابتداءً من أعظم عالم الى أدنى رجل من العوام، ومن اكبر ولي صالح تقي الى أحط فيلسوف ملحد عنيد، هؤلاء الذين يمثلون طبقات الناس وطوائفهم. ورغم انها معروضة امامهم ويرونها ويقرأونها، وقد استفادت كل طائفة منها حسب درجتها، بينما تعرّض قسم منهم الى لطماتها وصفعاتها.. أقول: ان كل ذلك ليس إلاّ أثر عناية ربانية وكرامة قرآنية.. ثم ان تلك الأنماط من الرسائل التي لاتؤلف إلاّ بعد بحث دقيق وتحرّ ٍ عميق، فان كتابتها واملاءها بسرعة فوق المعتاد اثناء انقباض وضيق - وهما يشوشان أفكاري وادراكي ـ اثر عناية ربانية وإكرام إلهي ليس إلاّ.
نعم! يعلم أكثر أخواني ومَن عندي من الاصدقاء والمستنسخين جميعهم؛ ان الاجزاء الخمسة من (المكتوب التاسع عشر)، قد أُلفت في

لايوجد صوت