ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الـمسألة السابعة | 563
(552-566)

القرآن بـ(الكلمات) حتى انه في غضون هذه السنوات السبع من حياة النفي والاغتراب وعزلي عن الناس ـ دون سبب او مبرر وبما يخالف رغبتي ـ أمضي ايام حياتي في قرية نائية خلافاً لمشربي وعزوفي عن كثير من الروابط الاجتماعية التي ألفتها سابقاً .. كل ذلك ولّد لي قناعة تامة لايداخلها شك من انه تهيئة وتحضير لي للقيام بخدمة القرآن وحده، خدمة صافية لاشائبة فيها.
بل انني على قناعة تامة من ان المضايقات التي يضايقونني بها في اغلب الاوقات والعنت الذي ارزح تحته ظلماً، انما هو لدفعي - بيد عناية خفية رحيمة - الى حصر النظر في اسرار القرآن دون سواها. وعدم تشتيت النظر وصرفه هنا وهناك. وعلى الرغم من انني كنت مغرماً بالمطالعة، فقد وهبتْ لروحي مجانبة واعراضاً عن أي كتاب آخر سوى القرآن الكريم.
فادركت ان الذي دفعني الى ترك المطالعة ـ التي كانت تسليتي الوحيدة في مثل هذه الغربة ـ ليس إلاّ كون الآيات القرآنية وحدها استاذاً مطلقاً لي.
ثم ان الآثار المؤلفة والرسائل – باكثريتها المطلقة – قد اُنعمت عليّ بها لحاجة تولدت في روحي فجأة، ونشأت آنياً. دون ان يكون هناك سبب خارجي. وحينما كنت أظهرها لبعض أصدقائي، كانوا يقولون: (انها دواء لجراحات هذا الزمان). وبعد انتشارها عرفت من معظم اخواني انها تفي بحاجة هذا العصر وتضمد جراحاته.
فهذه الحالات المذكورة آنفاً ـ وهي خارجة عن نطاق ارادتي وشعوري وسير حياتي ـ ومجموع تتبعاتي في العلوم خلاف عادة العلماء وبما هو خارج عن اختياري، كل ذلك لم يترك لي شبهة قطعاً بانها عناية إلهية قوية واكرام رباني واضح، للانجرار الى مثل هذه النتيجة السامية.
 الاشارة السابعة:
لقد شاهدنا بأم أعيننا ـ دون مبالغة ـ مائة من آثار الاكرام الإلهي، والعناية الربانية، والكرامة القرآنية خلال زهاء ست سنوات من سير

لايوجد صوت