ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الـمسألة السابعة | 566
(552-566)

الفرعية مقبولة، وبياناتهم كافية حتى لو لم يكن لديهم دليل.
اما في الوقت الحاضر فقد مدّت الضلالة باسم العلم يدها الى اسس الايمان واركانه، فوهب لي الحكيم الرحيم - الذي يهب لكل صاحب داء دواءه المناسب - وانعم عليّ سبحانه شعلةً من (ضرب الامثال) التي هي من اسطع معجزات القرآن واوضحها، رحمةً منه جل وعلا لعجزي وضعفي وفقري واضطراري، لأُنير بها كتاباتي التي تخص خدمة القرآن الكريم. فـله الحمد والمنة:
فبمنظار (ضرب الامثال) قد أُظهرَتْ الحقائق البعيدة جداً انها قريبة جداً.
وبوحدة الموضوع في (ضرب الامثال)قد جُمِّعَتْ اكثر المسائل تشتتاً وتفرقاً.
وبسلّم (ضرب الامثال)قد تُوصِّل الى اسمى الحقائق واعلاها بسهولة ويُسر.
ومن نافذة (ضرب الامثال) قد حُصّل اليقين الايماني بحقائق الغيب واسس الاسلام مما يقرب من الشهود.
فاضطر الخيال الى الاستسلام وأُرغم الوهم والعقل الى الرضوخ، بل النفس والهوى. كما اضطر الشيطان الى إلقاء السلاح.
حاصل الكلام:
انه مهما يظهر من قوة التأثير، وبهاء الجمال في اسلوب كتاباتي، فانها ليست مني، ولا مما مضغه فكري، بل هي من لمعات (ضرب الامثال) التي تتلألأ في سماء القرآن العظيم، وليس حظي فيها الا الطلب والسؤال منه تعالى، مع شدة الحاجة والفاقة، وليس لي إلاّ التضرع والتوسل اليه سبحانه مع منتهى العجز والضعف.
فالداء مني والدواء من القرآن الكريم .

لايوجد صوت