ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الـمسألة السابعة | 559
(552-566)

عاجز مثلي. اذ مما لاشك؛ ان في مثل هذه الجماعة المباركة توجد اشارة غيبية قوية أكثر من التوافقات الغيبية. وانني أراها، ولكن لاأستطيع اظهارها لكل أحد ولاللناس عامة.
 الاشارة الثالثة:
ان اثبات اجزاء (رسائل النور) لجميع الحقائق الايمانية والقرآنية المهمة، حتى لأعتى المعاندين، اثباتاً ساطعاً، انما هو اشارة غيبية قوية جداً، وعنايةإلهية عظيمة. لأن هناك من الحقائق الايمانية والقرآنية، اعترف بعجزه عن فهمها من يعدّ أعظم صاحب دهاء، وهو (ابن سينا) الذي قال في (مسألة الحشر):(الحشر ليس على مقاييس عقلية) بينما تُعلّم (الكلمة العاشرة) عوام الناس والصبيان حقائق لم يستطع ان يبلغها ذلك الفيلسوف بدهائه.
وكذا مسائل (القدر والجزء الاختياري) التي لم يحلها العلامة الجليل (السعد التفتازاني)(1) إلاّ في خمسين صحيفة، وذلك في كتابه المشهور بـ(التلويح) من قسم (المقدمات الاثنتي عشرة)، ولم يبيّنها إلاّ للخواص من العلماء، هذه المسائل تبينها (الكلمة السادسة والعشرون) (رسالة القدر) في صحيفتين من المبحث الثاني منها بياناً شافياً وافياً، وبما يوافق أفهام الناس كلهم. فان لم يكن هذا من أثر العناية الإلهية فما هو اذن؟.
وكذا سر خلق العالم، المسمى بـ(طلسم الكائنات) الذي جعل العقول في حيرة منه، ولم تحلّ لغزه اية فلسفة كانت، كشف اسراره وحل ألغازه الاعجاز المعنوي للقرآن العظيم، وذلك في (المكتوب الرابع والعشرين) وفي النكتة الرمزية الموجودة في ختام (الكلمة

----------------
(1) هــو مسـعـود بــن عمر بن عـبـد الله، ولد بتفـتـازان بخراسان فـي 712 (أو 727هــ) وتـوفي في سـمرقـنـد 793هــ.. إمام في العربية والمنطق والفقه،، سعى لإحياء العلوم الاسلامية بعد كسوفها بغزو المغول فألف كثيراً من امهات الكتب. حتى انه يعد الحد الفاصل بين العلماء المتأخرين والمتقدمين. من كتبه (تهذيب المنطق) و(شرح المقاصد) و (شرح العقائد النسفية) و (المطول).. وكتابه (التلويح في كشف حقائق التنقيح) في الاصول شرح فيه كتاب (التوضيح في حل غوامض التنقيخ) للعلامة عبيد الله ابن مسعود المحبوبي (ت747هـ) - المترجم.

لايوجد صوت