ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الـمسألة الثامنة | 575
(567-576)

هل الايمان، فلاشك ان الله سبحانه وتعالى لايؤلم قلب حبيبه y ولايجرح شفقته اللطيفة التي تملأ ذلك القلب المبارك.
فان قيل: ان كان الأمر هكذا فلِمَ لم يوفقوا للايمان ولم يدركوا بعثته y .؟
الجواب: ان الله سبحانه وتعالى بكرمه العميم لايجعل والديّ الرسول الحبيبy تحت ثقل المنّة، تلطيفاً لشعوره y .اذ اقتضت رحمته سبحانه ان يرضي حبيبه الكريم y ويسعد والديه ويجعلهما تحت منّة ربوبيته الخالصة، لكيلا ينزلهما من مرتبة الوالدية الى مرتبة الاولاد المعنوية، فلذلك لم يجعل والديه ولا جدّه من امته ظاهراً، في حين أنعم عليهم مزايا الامة وفضائلها وسعادتها.
نعم! لو حضر أمام مشير عظيم في الجيش والده وهو برتبة نقيب لظل والده تحت تأثير شعورين متناقضين. لذا فالسلطان رحمة بمشيره الكريم، لايجعل والده تحت امرته.
 النكتة الثامنة:
تقولون: ماأصح الأقوال بحق عمه أبي طالب؟
الجواب:ان الشيعة قائلون بايمانه، اما أهل السنة فان أكثرهم ليسوا قائلين بايمانه.
ولكن الذي ورد الى قلبي، هو الآتي :
ان ابا طالب كان يحب شخص الرسول y حباً خالصاً جاداً، يحب ذاته لارسالته. فلاشك ان محبته الخالصة جداً وشفقته القوية لشخص الرسول y لاتذهب هباءً منثوراً، ولاتضيع عند الله.
نعم، ان ابا طالب الذي أحب حبيب رب العالمين حباً خالصاً وحماه من الاعداء واظهر موالاته له، حتى لو صار الى جهنم لعدم اظهاره ايماناً مقبولاً ـ خجلاً وعصبية قومية وامثالها من المشاعر وليس عناداً وانكاراً ـ فان الله سبحانه قادر على ان يخلق جنة خاصة به في جهنم ثواباً لحسناته، ويبدل جهنمه الخاصة الى جنة خاصة، بمثل ما يخلق احياناً ربيعاً زاهياً في الشتاء القارس، وبمثل مايحوّل السجن الضيق - برؤيا يراها بعضهم ـ الى قصر منيف.
والعلم عند الله .. ولايعلم الغيب الاّ الله.
﴿سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا اِلاّ ما عَلَّمْتَنا اِنَّكَ اَنْتَ الْعَليمُ الْحَكيم﴾

لايوجد صوت