ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الـمسألة الثامنة | 573
(567-576)

مراتب من التذوق والتمتع بحيث تشبع جميع الحواس والمشاعر بلذائذ مختلفة وبانماط مختلفة.
اما من هو من أهل النار فانه قد ارتكب السيئات والذنوب ببصره وبسمعه وبقلبه وبعقله وبيده، وبسائر جوارحه وحواسه ومشاعره، فلابد انه سيُلبس ملابس قطّعت من اجناس مختلفة ليعذَّب بها وليذوق آلاماً متنوعة بحسب كل حاسة وجهاز حتى تصير الملابس جهنم مصغرة تحيط به. ولايتنافى هذا ومقتضى الحكمة والعدالة.
 النكتة الخامسة:
تسألون: هل كان أجداد الرسول y يدينون بدين في زمن الفترة؟
الجواب: هناك روايات تدل على انهم كانوا يدينون ببقايا دين ابراهيم عليه السلام، بعد ان مرت بفترات الغفلة والظلمات المعنوية، وقد ظلت متعبَّد بعض الناس الخاصين، فلاريب ان الذين انحدروا من نسل سيدنا ابراهيم عليه السلام والذين شكـّلوا سلسلة نورانية انتجت سيدنا الرسول y لم يكونوا مهملين للدين الحق، ولم يقعوا في ظلمات الكفر، ولكن الآية الكريمة: ﴿وما كنا معذّبينَ حتى نَبعثَ رَسُولا﴾(الاسراء:15) تبين ان أهل الفترة يكونون من اهل النجاة، فلايؤاخَذون بخطاياهم في الفروع، بالاتفاق، بل هم اهل نجاة عند الامام الشافعي، والامام الاشعري، حتى لو وقعوا في الكفر وليس لهم اصول الايمان، لان التكليف الإلهي يكون ببعثة الرسل، ويتقرر التكليف بالاطلاع على البعثة.
وحيث ان الغفلة ومرور الزمان قد سترا أديان الأنبياء السابقين، فلاتكون هذه الأديان حجةً على أهل زمن الفترة، فان أطاعوا يثابون، وان لم يطيعوا لايعذّبون، لانها لاتكون حجة مادامت مستورة غير ظاهرة.
 النكتة السادسة:
تقولون: هل اُرسل أحدٌ بالنبوة من أجداد النبي y ؟

لايوجد صوت