ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الـمسألة الثامنة | 571
(567-576)

في مدار الارض السنوي، وان الارض ترسل محاصيلها المعنوية من الآن الى ألواح ذلك الميدان، وانها بحركتها السنوية تمثل دائرة وجود، وتكون مبدأ ً لتشكل ميدان الحشر، بمحاصيل تلك الدائرة الوجودية.
وان الكرة الارضية؛ التي هي كسفينة ربانية ستفرغ ما في مركزها من جهنم صغرى الى جهنم كبرى، كما ستفرغ سكنتها الى ميدان الحشر.
ثانياً: لقد أثبتنا اثباتاً قاطعاً في (الكلمات) ولاسيما في (الكلمة العاشرة) وفي (الكلمة التاسعة والعشرين) وجود الحشر مع ميدانه.
ثالثاً: اما الاجتماع بالاصدقاء ولقاؤهم، فقد اثبت اثباتاً كاملاً في كل من (الكلمة السادسة عشرة) و (الكلمة الحادية والثلاثين) و (الكلمة الثانية والثلاثين) وذلك:
ان شخصاً واحداً يستطيع في دقيقة واحدة ان يقابل ملايين الناس وفي ألف مكان ومكان، وذلك بسر النورانية.
رابعاً: ان الله سبحانه وتعالى قد ألبس مخلوقاته الأحياء كافة لباساً فطرياً سوى الانسان، ففي ميدان الحشر يلبسه سبحانه لباساً فطرياً، ويتعرى عن ملابسه المنسوجة (غير الفطرية) وذلك بمقتضى اسم الله الحكيم.
اما حكمة الألبسة المنسوجة في الدنيا، فلا تنحصر في الوقاية من الحر والقر، والزينة، وستر للعورة وحدها، بل أهم حكمة لها هي:
انها اشارة الى سيادة الانسان على سائر الانواع وتصرفه فيها، اذ ان ملابسه منسوجة من نماذج تلك الانواع. وإلاّ فما أهون عليه سبحانه أن يلبس الانسان لباساً فطرياً بسيطاً. اذ لولا هذه الحكمة لكان الانسان موضع استهزاء الحيوانات ذات المشاعر، حيث يغطي نفسه، ويلف جسمه بقطع متنوعة وخرق مختلفة.
اما في ميدان الحشر فلا داعي الى هذه الحكمة ولامبرر لتلك العلاقة بين الانسان وسائر الانواع، لذا لاحاجة الى تلك الملابس التي تمثل نماذج تلك الانواع.

لايوجد صوت