ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب التاسع والعشرون | 590
(577-591)

اولئك الناس عامة، ان لم يكونوا راضين عنه. وان أصغر مسألة من تلك الشعائر (ولتكن من قبيل السنة) على جانب عظيم من الاهمية، كأية مسألة جليلة، لأنها تتعلق مباشرة بالعالم الاسلامي كافة.
ألا فليدرك اولئك الذين يسعون لقطع تلك السلاسل النورانية التي ارتبط بها جميع أعاظم الاسلام منذ خير القرون الى يومنا هذا، ويعاونون على تحريفها وهدمها. فلينظروا أيّ خطأ عظيم يرتكبون. وليرتعدوا إن كانت لهم ذرة من شعور!.
 النكتة التاسعة:
يطلق على قسم من المسائل الشرعية اسم (المسائل التعبدية) هذا القسم لايرتبط بمحاكمات عقلية، ويُفعل كما اُمر، اذ ان علّته هو الامر الإلهي.
ويعبّر عن القسم الآخر بـ(معقول المعنى) أي ان له حكمة ومصلحة، صارت مرجّحة لتشريع ذلك الحكم. ولكن ليست سبباً ولاعلة. لأن العلّة الحقيقية هي الأمر والنهي الإلهي.
فالقسم التعبدي من الشعائر لاتغيّره الحكمة والمصلحة قطعاً، لأن جهة التعبّد فيه هي التي تترجح، لذا لايمكن ان يُتدخل فيه او يمس بشئ، حتى لو وجدت مائة ألف مصلحة وحكمة، فلا يمكن ان تغيّر منها شئ. وكذلك لايمكن ان يقال: إن فوائد الشعائر؛ هي المصالح المعلومة وحدها. فهذا مفهوم خطأ، بل ان تلك المصالح المعلومة، ربما هي فائدة واحدة من بين حكمها الكثيرة.
فمثلاً: لو قال أحدهم: ان الحكمة من الأذان هي دعوة المسلمين الى الصلاة، فاذاً يكفي ـ بهذه الحالة ـ اطلاق طلقة من بندقية! ولايعرف ذلك الأبله ان دعوة المسلمين هي مصلحة واحدة من بين ألوف المصالح في الأذان. حتى لو اعطى ذلك الصوت تلك المصلحة فانه لايسدّ مسدّ الأذان الذي هو وسيلة لاعلان التوحيد الذي هو النتيجة العظمى لخلق العالم، وخلق نوع البشر. وواسطة لاظهار العبودية ازاء الربوبية الإلهية باسم الناس في تلك البلدة او باسم البشرية قاطبة.
حاصل الكلام: ان جهنم ليست زائدة عن الحاجة، فان كثيراً من الأمور تدعو بكل قوة: لتعش جهنم. وكذا الجنة ليست رخيصة بل تطلب ثمناً غالياً.

﴿لايستوي أصحاب النارِ وأصحابُ الجَنّة أصحابُ الجَنّة همُ الفائزون﴾

لايوجد صوت