فالذين استحقوا ان يطلق عليهم اسم (علماء السوء) اولئك الشقاة، أية مصلحة يجدونها ازاء هذا الحديث في فتوى يفتونها، يعارضون بها بديهيات الشعائر الاسلامية، بما فيه ضرر ومن غير ضرورة، ويرون ان تلك الشعائر قابلة للتبديل! فان كان ثمة شئ، فلربما انتباهٌ موقتٌ ناشئٌ من سطوع المعنى المؤقت هو الذي خدعهم.
مثلاً: لو سلخ جلد حيوان، او نزع غلاف ثمرة، فان ظرافة مؤقتة تبدو من اللحم والثمرة، ولكن بعد مدة قليلة يسوّد ذلك اللحم الظريف، والثمرة اللطيفة، وذلك بتأثير ما يغلفهما من غلاف عرضي غريب كثيف ملوث، فيتعفنان..
كذلك التعابير الإلهية والنبوية التي هي في الشعائر الاسلامية، فهي بمثابة جلد حي مثاب عليه. ولدى انتزاعه يظهر شئ من نور المعاني موقتاً، وتطير أرواح تلك المعاني المباركة ـ بمثل ذهاب لطافة الثمرة المنزوع عنها الغلاف - تاركة الفاظها البشرية في القلوب والعقول المظلمة. ثم تغادر، ويذهب النور ولايبقى غير الدخان.. وعلى كل حال ..
النكتة الثامنة:
ينبغي بيان دستور من دساتير الحقيقة الذي يخصّ هذا الامر. وذلك:
ان في الشريعة الاسلامية نوعين من الحقوق (حقوق شخصية) و (حقوق عامة) والتي هي من نوع (حقوق الله). وان من المسائل الشرعية ما يتعلق بالاشخاص ومنها ما يتعلق بالناس عامة، اي يتعلق بهم من حيث العموم، فيطلق على هذا القسم اسم (الشعائر الاسلامية) فالناس كلهم لهم حصة من هذا القسم، حيث يتعلق بالعموم، وان اي تدخل في هذا القسم من الشعائر واي مسّ بها، يعتبر تعدياً لحقوق
-----------------------
كلهم من حديث جابر رضي ا عنه. وزيادة (وكل ضلالة في النار) هي عند النسائي فقط من بين هؤلاء وسندها صحيح.