وقت وأنسبه. فهذا الافتقار والحاجة غير المتناهيتين للموجودات، وهذه الإعانات الغيبية والإمدادات الرحمانية تدل بداهة على أن لها رزاقاً يحميها.
وهو غني مطلق.. كريم مطلق.. قدير مطلق.. بحيث يستعين به كل شئ، وكل حيّ، طالباً منه العون والمدد.
أي أن كل شئ في الوجود يقول ضمناً ومعنىً:
﴿وإيّاك نستعين﴾ وهناك استسلم العقل وقال: آمنا وصدّقنا.
النكتة السابعة:
وبعد ذلك وانا اتلو:﴿اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم﴾، نظرت الى قوافل البشرية الراحلة الى الماضي، فرأيت ان ركب الأنبياء المكرمين والصديقين والشهداء والأولياء والصالحين أنور تلك القوافل واسطعها، حتى ان نوره يبدد ظلمات المستقبل؛ اذ انهم ماضون في جادة مستقيمة كبرى تمتد الى الابد.. وان هذه الجملة تبصّرني طريق اللحاق بذلك الركب الميمون، بل تلحقني به..
فقلت: ياسبحان الله، ما أفدح خسارة، وما أعظم هلاكَ مَن ترك الالتحاق بهذه القافلة النورانية العظمى، والتي مضت بسلام وأمان وازالت حجب الظلمات، ونورت المستقبل.. ان من يملك ذرة من شعور لابد ان يدرك هذا.
وان من ينحرف عن طريق تلك القافلة العظمى بإحداث البدع، اين سيلتمس النور ليستضئ، والى اين سيسلك؟.
فلقد قال قدوتنا الرسول الاكرم y(كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار)(1).
----------------------
(1) صحيح: جزء من حديث أخرجه احمد (3/310، 311، 337، 338، 371)، ومسلم (867) والنسائي (3/188) وابن ماجة (45) والبيهقي في السنن (3/213، 214) وغيرهم من عدة طرق