كذلك.
وهناك رأيت نفسي محشوراً في تلك الصفوف الدائرية على مسجد سطح الارض المتحلقة حلقات حول الكعبة المشرفة فحمدت الله كثيراً وقلت: (الحمدلله رب العالمين).. ان لي كل هذه الكثرة الكاثرة من الشفعاء، وممن يرددون معي، ويصدقونني في كل ما اقوله في الصلاة.
وقلت: ما دام الستار قد رفع هكذا خيالاً.. وأصبحت الكعبة المشرفة بحكم محراب لأهل الأرض، فلأغتنم اذن هذه الفرصة، ولأدع فيها خلاصة الايمان التي اذكرها في التشهد وهي، (أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أن محمداً رسول الله) وأسلمها أمانة عند الحجر الأسود. متخذاً الصفوف شهداء عليها.
وهنا انكشفت حالة اخرى، إذ رأيت:
ان الجماعة التي انضممت اليها قد أصبحت ثلاث جماعات ودوائر:
الأولى: هي الجماعة الكبرى المؤلفة من المؤمنين الموحدين على وجه الأرض قاطبة.
الثانية: هي جماعة الموجودات كافة حيث(كلٌ قد علم صلاته وتسبيحه) فرأيت نفسي مع صلاتها الكبرى وفي تسبيحاتها العظمى.. وأن ما يسمَّى وظائف الاشياء واعمالها، إن هو إلاّ عناوين عباداتها وعبوديتها..
فطأطأت رأسي حائراً أمام هذه العظمة قائلاً: (الله اكبر) وتأملت في نفسي وفي الدائرة:
الثالثة: ورأيت عالماً يبدأ من ذرات وجودي، وينتهي الى حواسي الظاهرة؛ فهو عالم صغير وصغير.. إلاّ أنه عظيم جداً يدعو الى الحيرة والاعجاب. وهو عالم ظاهره متناهٍ في الصغر إلاّ أن حقيقته عظيمة، ووظائفه جليلة.
نعم، رأيت أن كل جماعة من جماعات هذا العالم منهمكة بوظائف