ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | القسم السادس | 633
(621-645)

نورانية نافعة لجماعة عظيمة تعدادهم ثلاثمائة وخمسون مليوناً لاجل كسب اخوة كفار (المجر) او عدد من اتراك متفرنجين متحللين من الدين، تلك الاخوة المؤقتة غير المجدية حتى في الدنيا.
ولما كنا قد بيّنا ماهية القومية السلبية وأضرارها بدلائلها في المسألة الثالثة من (المكتوب السادس والعشرين) فاننا نحيلها الى تلك الرسالة ونتناول بشئ من الايضاح حقيقة وردت مجملةً في نهاية المسألة الثالثة هي الآتية:
اقول لأولئك الملحدين، ادعياء النخوة والغيرة، المتسترين تحت ستار القومية التركية، وهم في الحقيقة اعداء الامة التركية، اقول لهم:
انني على علاقة وثيقة جداً بمؤمني هذا الوطن الذين يسمون بالاتراك المرتبطين ارتباطاً قوياً، وبأخوة صادقة ابدية وحقيقية بالامة الاسلامية.. واكنّ حباً عميقاً وولاءً بفخر واعتزاز ـ باسم الاسلام ـ لابناء هذا الوطن الذين رفعوا راية القرآن خفاقة عزيزة في ربوع العالم اجمع زهاء ألف عام.
اما انت ايها المخادع المدّعي، فليس لك الاّ اخوة مجازية غير حقيقية ومؤقتة ومبنية على العنصرية والاغراض الشخصية، بحيث تهمل وتطرح جانباً المفاخر القومية الحقيقية للترك. فانا أسألك:
هل الامة التركية عبارة عن شباب غافلين، سارحين وراء الاهواء، ممن تتراوح اعمارهم بين العشرين والاربعين من العمر فقط؟
وهل ماتستوجبه النخوة القومية من منافع تمسهم محصورة في تربية متفرنجة تزيد غفلتهم، وتعوّدهم على الفساد وسوء الاخلاق، وتحثهم على ارتكاب الموبقات؟
وهل هي في دفعهم الى متعة مؤقتة وضحك آني يبكون عليها اياماً في شيخوختهم؟.
فان كانت النخوة القومية هي هذه الامور، وان كان الرقي وسعادة الحياة هي هذه.. وان كنت انت داعية الى هذا النمط من القومية

لايوجد صوت