ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | القسم السادس | 631
(621-645)

وحيث ان الرزق مقدّر بالقدر الإلهي، وانه يُنعَم به انعاماً، والمنعم المقدّر هو الله سبحانه، وهو رحيم وكريم، فليفكر مَن يقبل مالاً حراماً ممحوقاً رشوة لوجدانه بل احياناً لمقدساته، مريقاً ماء وجهه إراقة غير مشروعة بدرجة اتهام رحمته تعالى واستخفاف كرمه سبحانه.. أقول؛ فليفكر مثل هذا في مدى بلاهة وجنون تصرفه.
نعم! ان اهل الدنيا ولاسيما اهل الضلالة، لايعطون نقودهم رخيصة، بل يعطونها باثمان باهظة، فان مالاً قد يعين على ادامة حياة دنيوية لسنة واحدة، الاّ انه يكون احياناً وسيلة لإبادة خزينة حياة ابدية خالدة. فيجلب بذلك الحرص الفاسد الغضب الإلهي عليه ويحاول جلب رضى اهل الضلالة.
فيا اخوتي!
اذا ما اصطادكم متزلفو اهل الدنيا ومنافقو اهل الضلال بفخ الطمع وعرقه الضعيف المغروز في الانسان، ففكروا في الحقيقة السابقة واجعلوا اخاكم هذا الفقير مثالاً يقتدى به.
فاني اطمئنكم بأن القناعة والاقتصاد يديمان حياتكم ويضمنان رزقكم اكثر من المرتّب، ولاسيما ان تلك النقود غير المشروعة المعطاة لكم ستطلب منكم بدلها أضعافاً مضاعفة، بل ألف ضعف وضعف، او في الاقل تمنع او تقلل من الخدمة القرآنية التي تستطيع ان تفتح ابواب خزينة ابدية لكم ؛ كل ساعة من ساعاتها. وهذا ضرر جسيم وفراغ وخيم لاتملؤه ألوف المرتبات.

تنبيه:
ان اهل الضلالة الذين دأبهم النفاق والكيد، ينصبون فخ الحيلة والخداع، وذلك عندما يعجزون عن الوقوف ازاء ما نشرناه من حقائق الايمان المستلهمة من القرآن الحكيم. ويحاولون - بشتى الطرق - ان يسحبوا أصدقائي عني، ويغرروا بهم بحب الجاه والطمع والخوف، والتهوين من شأني، بإلصاق بعض الامور بي.

لايوجد صوت