التركية، وتدافع عن الامة على هذه الصورة. فانا أفرّ من هذه الدعوة القومية التركية فراراً بعيداً ولك ان تفرّ مني ايضاً.
وان كنت مالكاً لذرة من شعور وانصاف وغيرة قومية حقة، فانظر الى هذه التقسيمات ثم اجب عنها، هي:
ان ابناء هذا الوطن الذين يسمّون بالاتراك، ينقسمون الى ستة اقسام:
القسم الاول: هم اهل التقوى والصلاح.
القسم الثاني: هم المرضى واهل الضر والمصائب.
القسم الثالث: هم الشيوخ.
القسم الرابع: هم الاطفال والصبيان.
القسم الخامس: هم الفقراء والمعوزون.
القسم السادس: هم الشباب.
أليست الطوائف الخمس الاولى أتراكاً؟ أوَ ليس لهم حصة من الحمية القومية؟ أفمن الأِباء القومي أيذاء اولئك الطوائف الخمس وسلب سرورهم وتعكير صفوهم وافساد سلوانهم في سبيل ادخال بهجة مسكرة غافلة في نفوس الطائفة السادسة؟ أهذه نخوة أم عداء للأمة؟ ان الذي يُلحق الضرر بالاكثرية لاشك انه عدوّ لاصديق، اذ الحكم يبنى على الاكثرية.
فأنا أسألك:
هل اعظم ما ينتفع به القسم الاول ـ وهم اهل الايمان والتقوى ـ هو في مدنية متفرنجة؟ أم هو في سلوك طريق الحق التي يشتاقون اليها، ووجدان سلوان حقيقي في انوار حقائق الايمان باستحـضار السعادة الابدية.
ان الطريق التي تسلكونها، انت وامثالك من ادعياء القومية المتمادين في الضلالة، تطفئ الانوار المعنوية للمؤمنين المتقين، وتخل بسلوانهم الحقيقي، وتريهم الموت اعداماً ابدياً، وتدلّهم على ان