ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | القسم السادس | 637
(621-645)

فالفقراء الذين يقاسون تكاليف الحياة المرهقة والتي تصبح اكثر ايلاماً بالفقر، والضعفاء المساكين الذين يتألمون اكثر من تقلبات الحياة الهائلة. أليس لهؤلاء حظ من الغيرة القومية؟
وهل حظهم هو في الاعمال التي ترتكبونها تحت ستار التفرنج والتمدن بمدنية فرعونية تزيل حجاب الحياء وتشبع نزوات اغنياء سفهاء وتكون وسيلة لشهرة طغاة أقوياء ظلمة، والتي تزيد يأس هؤلاء البائسين وألمهم؟
ألا إن المرهم الشافي لضماد جرح الفقر لهؤلاء ليس في العنصرية ابداً، بل يؤخذ من صيدلية الاسلام المقدسة، ولاتستمد القوة للضعفاء ومقاومتهم من الفلسفة الطبيعية المظلمة المستندة الى المصادفة العمياء والطبيعة الصماء، بل تستمد من الحمية الاسلامية ومن الامة الاسلامية السامية.
الطائفة السادسة وهم الشباب: لو كانت فتوة هؤلاء الشباب دائمية، لكان للشراب المسكر الذي سقيتموهم اياه بالقومية السلبية منفعة مؤقتة وفائدة دقيقة. ولكن الإفاقة من نشوة الشباب اللذيذة بالشيب وبالآلام، والتنبه من ذلك النوم الممتع في صبح المشيب بالحسرات؛ سيدفع الشاب الى البكاء المرير وتجرّع الآلام من جراء نشوة ذلك الشراب. فضلاً عن ان الألم الذي يشعر به من زوال ذلك الحلم الممتع، سيكون حزناً شديداً عليه، حتى يجعله يتأوه وتذهب نفسه حسرات عليه قائلاً: وآأسفى، لقد ذهب الشباب، ومضى العمر، وسأدخل القبر صفر اليدين، ليتني استرشدت وعدت الى صوابي!
فهل حصة هذه الطائفة من القومية هي متعة مؤقتة في مدة محدودة، ثم دفعهم الى الحسرات والبكاء مدة مديدة؟ أم أن سعادة دنياهم ولذة حياتهم هي في اداء الشكر على نعمة الشباب، بصرف ذلك العهد اللذيذ في الاستقامة ـ لا في السفاهة ـ وذلك لإبقاء ذلك الشباب الفاني ابقاء معنوياً بالعبادة، وللفوز بشباب خالد في دار السعادة الابدية، بالتزام الاستقامة في ذلك العهد.

لايوجد صوت