ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | القسم السادس | 640
(621-645)

ما يكونون الى الانتباه والافاقة، وهم الطائفة السادسة.
فهل القومية التي تضحون في سبيلها بكثير من المقدسات هي هذه الامور؟
أهكذا تقدمون النفع الى الاتراك بالقومية؟ أما أنا فاستعيذ باللّه ألف ألف مرة من ذلك.
أيها السادة! اني أعلم انكم عندما تُغلبَون في ميدان الحق تتشبثون بالقوة، ولكن لان القوة في الحق وليس الحق في القوة، فلو جعلتم الدنيا على رأسي ناراً تتأجج، فان هذا الرأس الذي أضحي به فداءً للحقيقة القرآنية لايخضع لكم أبداً.
واني اعلمكم ايضاً ؛ انه لو عاداني ألوفٌ من امثالكم، وليس اناس محدودون مكروهون في نظر الامة، فلا أعير لهم اهمية تذكر اكثر مما اهتم بحيوانات مضرة.
ماذا عساكم ان تفعلوا بي؟
ان اقصى ما يمكنكم فعله هو انهاء حياتي، او إعاقة خدماتي للقرآن. اذ لا تعدو علاقتي بالدنيا هذين الامرين.
نحن نؤمن ايماناً يقينياً بدرجة الشهود ان الاجل لايتغير، وهو مقدّر بقدره تعالى. لذا لا اتراجع قطعاً ان استشهدتُ في سبيل الحق، بل انتظره بشوق عارم. وبخاصة أنا شيخ كبير لا أتوقع ان اعيش اكثر من سنة. فان أعظم ما أبغيه هو الفوز بعمر باق بالشهادة بدلاً عن هذا العمر الظاهري.
اما من حيث العمل للقرآن الكريم؛ فلقد وهب لي الله سبحانه وتعالى برحمته؛ اخواناً ميامين في العمل للقرآن والايمان. وستؤدي تلك الخدمة الايمانية عند مماتي في مراكز كثيرة بدلاً من مركز واحد. ولو اسكت الموتُ لساني فستنطلق ألسنة قوية بالنطق بدلاً عني وتديم تلك الخدمة.
بل استطيع القول:

لايوجد صوت