ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | القسم السادس | 642
(621-645)

مستـغنين عني متردديـن في اسنادي.
وعلى الرغم من ان آثار السلف الصالحين والعلماء المحققين خزينة عظيمة تكفي وتفي بعلاج كل داء. فقد يكون لمفتاح خزينة اهمية اكثر من الخزينة نفسها، لانها مقفولة. وباستطاعة المفتاح فتح خزائن كثيرة.
وأظن ان العلماء الفضلاء الذين لهم غرور علمي قوي، قد أدركوا ايضاً ان (الكلمات) المنشورة مفتاح للحقائق القرآنية، وانها سيف ألماسي ينزل على رؤوس اولئك الساعين لإنكار تلك الحقائق.
ألا فليعلم اولئك الحاملون لغرور علمي قوي، انهم لايكونون طلاباً لي بل يكونون طلاباً وتلاميذ للقرآن الحكيم، وانا لا اكون الاّ زميل دراسة معهم. بل حتى لو فرض فرضاً محالاً انني ادّعي الاستاذية، ولكن بما اننا قد وجدنا وسيلة لانقاذ طبقات اهل الايمان كافة من العوام الى الخواص من الشبهات والاوهام التي يتعرضون لها الآن، فعلى اولئك العلماء ان يجدوا وسيلة أيسر منها او يلتزموا هذه الوسيلة ويقوموا بتدريسها وتعهدها.
ان هناك زجراً عظيماً في حق علماء السوء، فليحذر اهل العلم في هذا الزمان حذراً شديداً. فلو افترضتم ـ كما يظن اعداؤنا ـ انني اعمل في هذه الخدمة الايمانية في سبيل ابراز انانيتي وغروري. ولكن هناك اناس كثيرون اجتمعوا حول شخص متفرعن اجتماعاً جاداً خالصاً تاركين غرورهم وعملوا بترابط قوي في سبيل مقصد دنيوي وقومي، أوَ ليس لأخيكم هذا حق في مطالبتكم الاجتماع بتساند وترابط حول الحقائق القرآنية وبترك الانانية، كتساند عرفاء تلك القيادة الدنيوية؟ أوَ ليس اكبر علمائكم غير محق كذلك في عدم تلبية ندائه؟ مع انه يستر أنانيته ويدعو الى الالتفاف حول الحقائق القرآنية والايمانية.
فيا اخواني! ان أخطر جهة من الأنانية في عملنا هذا هو الحسد والغيرة، فاذا لم يكن العمل خالصاً لله وحده، فان الحسد يتدخل فيفسد

لايوجد صوت