ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | القسم السادس | 638
(621-645)

فان كان لك شعور، ولو بمقدار ذرة، اجب عن هذه الاسئلة.
الحاصل: لو كانت الامة التركية قاصرة على الطائفة السادسة، اي على الشباب وحدهم، وكانت فتوتهم خالدة، وليس لهم دار غير الدنيا، لكانت اعمالكم المشوبة بالتفرنج تحت ستار القومية التركية، تعدّ من الغيرة والحمية القومية، وعندئذٍ كان يمكنكم ان تقولوا لشخص مثلي ممن لايكترث بامور الدنيا الاّ قليلاً، ويعدّ العنصرية داءً وبيلاً ـ كداء السيلان ـ ويسعى لصرف الشبان عن الاهواء والرغبات غير المشروعة، وقد ولد في ديار اخرى، أقول: كان يمكنكم ان تقولوا: انه كردي لاتتبعوه! ولربما تكسبون بقولكم هذا حقاً.
ولكن لما كان أبناء هذا الوطن ـ الذين يطلق عليهم اسم الترك ـ هم ستة اقسام كما بينا آنفاً ـ فان إلحاق الضرر بخمسة اقسام منهم وسلب راحتهم، وحصر راحةٍ دنيوية مؤقتة وخيمة العاقبة في قسم واحد منهم فقط بل اسكارهم بها لاشك انه ليس وفاءً للامة التركية بل هو عداء لها.
نعم! انني من حيث العنصر لا اُعد من الترك، ولكن سعيت ومازلت أسعى بكل ما اوتيت من قوة لصالح المتقين وللمبتلين بالمصائب وللشيوخ وللاطفال وللفقراء من الاتراك، واحاول ايضاً صرف الشباب ـ وهم الطائفة السادسة ـ عن افعال غير مشروعة تسمم حياتهم الدنيوية وتبيد حياتهم الاخروية، وتسوق الى سنة من البكاء على ضحك لم يدم ساعة.
وهذا هو دأبي منذ عشرين سنة ـ وليس في هذه السنين الست او السبع ـ اذ ما نشرته من رسائل باللغة التركية واستلهمتها من نور القرآن الكريم، موجودة امام الجميع.
نعم ان الاثار التي اقتبست من كنز أنوار القرآن الكريم ـ وللّه الحمد - قد أظهرت للمتقين الصالحين النور الذي يحتاجونه بشدة، وبينت للمرضى والمبتلين ان أنجع العلاجات والبلسم الشافي لهم هو في صيدلية القرآن المقدسة، واثبتت ـ بالانوار القرآنية ـ للشيوخ

لايوجد صوت