ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | القسم السادس | 628
(621-645)

بل من بين الاف الاحتمالات. ينبغي الاّ يخطر هذا ببال أمثالكم ياشياطين الانس) وعليكم يااخواني ان تطردوهم وتضربوا بهذا الكلام على أفواههم.
وقولوا لأولئك المتزلفين ايضاً :
اذا كان البلاء والهلاك ناشئين من احتمال بنسبة مائة بالمائة لاباحتمال واحد من مئات الألوف من الاحتمالات، فاننا لانترك ولا نتخلى عنه (عن سعيد النورسي) إن كنا نملك ذرة من عقل، لأنه شوهد بتجارب عديدة ولايزال يشاهد؛ ان الذين يهينون استاذهم او اخوانهم الكبار ايام المصائب والبلايا، تنزل بهم المصيبة اولاً. فضلاً عن انهم يعاملون معاملة جائرة دون رحمة ويجازون مجازاة السفلة. فتموت أجسادهم وتهلك أرواحهم معنىً من الذل والمهانة. والذين يعاقبونهم لايشفقون عليهم، لانهم يقولون :
ان هؤلاء قد خانوا استاذهم العطوف عليهم، فلابد انهم منحطون سفلة، لايستحقون الرحمة، بل التحقير والاهانة.
فما دامت الحقيقة هكذا، وان الظالم اذا ما سحق انساناً تحت اقدامه، وبدأ المظلوم بتقبيل اقدامه، فان قلبه ينسحق بسبب تلك المذلة قبل رأسه وتموت روحُه قبل جسده. فيفقد رأسه وتمحى عزته وشرفه كذلك، اذ إنه بابداء الضعف تجاه ذلك الظالم القاسي يشجعه على سحقه اكثر.
بينما لو بصق المظلوم في وجه ذلك الظالم فانه ينقذ قلبه وروحه، ويصبح جسده شهيداً مظلوماً.
نعم! ابصقوا في وجوه الظالمين الصفيقة!
وحينما احتل الانكليز استانبول، ودمرّوا المدافع في المضيق (في استانبول) سأل في تلك الايام رئيس اساقفة الكنيسة الانكليكية من المشيخة الاسلامية ستة اسئلة، وكنت حينئذٍ عضواً في دار الحكمة الاسلامية فقالوا لي:

لايوجد صوت