طريق يؤدي حتماً الى آلاف الأضرار التي تلحق بحياتنا الابدية خوفاً من الحاق ضرر بسيط باحتمالٍ واحد من بين ألوف الاحتمالات بحياتنا الدنيوية القصيرة هذه.
وقولوا لهم: مَن منا ومَن مثلنا في طريق الحق قد تضرر بسبب (سعيد النورسي) الذي هو زميلنا في خدمة القرآن الكريم، واستاذنا في تدابير أمور تلك الخدمة المقدسة ورائدنا في العمل؟ ومَن من طلابه الخواص قد ابتلوا ببلاء حتى نبتلى نحن ايضاً، او نضطرب ونقلق من خوف ذلك البلاء الذي قد ينزل بنا. فلأخينا هذا الوفٌ من اصدقاء واخوان الآخرة، ولم نسمع ان ضرراً اصاب أحد إخوته منذ حوالي ثلاثين سنة رغم تدخله تدخلاً مؤثراً في الحياة الاجتماعية طوال تلك المدة التي كان يملك مطرقة السياسة وقوتها، بينما الآن لايملك سوى نور الحقيقة بدلاً من مطرقة السياسة. وعلى الرغم من ان اسمه قد ضُم سابقاً مع مَن هم في حوادث (31) مارت(1) واهلكوا قسماً من اصدقائه، الاّ انه تبين فيما بعد، ان الحادثة كانت مدبّرة من قبل أُناس آخرين. وان اصدقاءه لم يتضرروا بسبب صداقته بل بسبب اعدائه. فضلاً عن انه انقذ كثيراً من أصدقائه في ذلك الوقت.
فبناءً على هذا عليكم يا اخواني ان تقولوا للمتزلفين من اهل الضلالة:
( اننا لانرضى ان تضيع خزينة ابدية باحتمال خوفٍ من بين ألف
----------------------
(1) حادثة 31/ مارت 1325 حسب التقويم الرومي، وهي حادثة تمرد وعصيان عسكري، بدأ في معسكر (طاش قشلة) في استانبول ثم انتشر التمرد الى المعسكرات الاخرى في المدينة، ثم نزل الجنود المتمردون الى الشوارع وقتلوا بعض الوزراء والنواب والضباط. ولولا الخطب التي القاها الاستاذ النورسي على الجنود في معسكراتهم لكان يمكن ان يحدث مالا تحمد عواقبه، اذ كانت عاملاً ملطفاً للجنود المتمردين.
والحادثة وقعت في 13/ نيسان/1909 أي بعد اعلان المشروطية الثانية ووصول جمعية الاتحاد والترقي الى موقع مؤثر في الحكم . اُتهم السلطان عبدالحميد ظلماً بافتعاله هذا التمرد، واستدعت الجمعية مدداً عسكرياً من مقرها الرئيس في (سلانيك) ومع أن السلطان كان بمقدوره تشتيت هذا المدد العسكري إلا انه لم يفعل حقناً للدماء. وبعد وصول الجيش الى استانبول، اعلنت الاحكام العرفية وقضى على التمرد، واسست محكمة عسكرية، اعدمت الكثيرين فانتهزت الجمعية هذه الحركة وقامت بعزل السلطان في 27/ نيسان/1909 . - المترجم.