ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | القسم السادس | 625
(621-645)

موضع استهجان وسخرية من قبل العالم الاسلامي لإرتكابه حماقة كبيرة في سبيل الشهرة.
هزّه ذلك الدرس هزّاً عنيفاً، ولكن لعدم استطاعتي انقاذ نفسي من حب الجاه لم ينبهه ايقاظي ذاك.
الدسيسة الثانية
ان الشعور بالخوف شعور عميق في كيان الانسان، وان الطغاة والظالمين الماكرين يستغلون كثيراً هذا الشعور لدى الانسان فيلجمون به الجبناء، ويستفيد كثيراً جواسيس اهل الدنيا ودعاة الضلال من هذا الشعور لدى العوام ولاسيما لدى العلماء، فيُلقون في روعهم المخاوف ويثيرون فيهم الاوهام، بمثل شخص حيّال يُظهر لأحدهم ما يخافه ـ وهو على سطح دار ـ فيثير اوهامه ويدفعه تدريجياً الى الوراء حتى يُقرّبَهُ من الحافة فيرديه على عقبه، فيهلك. كذلك يثير اهل الضلالة عرق الخوف لدى الناس فيدفعونهم الى التخلي عن امور جسام من جراء مخاوف تافهة لاقيمة لها. حتى يدخل بعضهم في فم الثعبان لئلا تلسعه بعوض!
أذكر مثالاً: جئتُ ذات مساء الى جسر استانبول وبصحبتي عالم جليل ـ رحمه الله ـ يتهيب ركوب الزورق، ولكننا لم نجد وساطة نقل سوى الزورق، ونحن مضطرون الى الذهاب الى جامع ابي ايوب الانصاري فالححت عليه اذ لا حيلة لنا الاّ ركوبه. فقال:
- أخاف... ربما نغرق!
قلت له: كم يُقدّر عدد الزوارق في هذا الخليج؟
قال: ربما ألف زورق.
قلت: كم زورقاً يغرق في السنة؟
قال: زورق او اثنان، وقد لايغرق في بعض السنين!
قلت: كم يوماً في السنة؟
قال: ثلاثمائة وستون يوماً.

لايوجد صوت