ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | القسم التاسع | 663
(661-687)

العزاء بوسائل المجتمع الحضارية!.. لذا فالسلوان الكامل لأمثال هؤلاء، والانس الخالص لهم ليس الا في تشغيل القلب بوسائل الذكر والتفكر.. ففي الاصقاع النائية، وبين شعاب الجبال، وعبر مهاوي الوديان يتوجه الى قلبه مردداً: (الله .. الله) مستأنساً بهذا الذكر، ومتفكراً فيما حوله من الاشياء التي يتوجس منها خيفة وتوحي اليه بالوحشة، فإذا بالذكر يضفي عليه الانس والمودة، واذا بالذاكر يقول: ان لخالقي الذي اذكره عباداً لا حد لهم منتشرين في جميع الارجاء فهم كثيرون جداً.. اذن فانا لست وحيداً، فلا داعي للاستيحاش، ولا معنى له.. وبذلك يذوق معنى الانس في هذه الحياة الايمانية، ويلمس سعادة الحياة فيزداد شكره لربه.
 التلويح الثالث:
ان الولاية حجة الرسالة، وان الطريقة برهان الشريعة، ذلك لان ما بلغته الرسالة من الحقائق الايمانية تراها (الولاية) بدرجة (عين اليقين) بشهود قلبي وتذوق روحاني فتصدّقها، وتصديقها هذا حجة قاطعة لأحقية الرسالة.
وان ما جاءت به (الشريعة) من حقائق الاحكام، فان (الطريقة) برهان على أحقية تلك الاحكام، وعلى صدورها من الحق تبارك وتعالى بما استفاضت منها واستفادت بكشفياتها واذواقها.
نعم، فكما ان (الولاية والطريقة) هما حجتان على أحقية (الرسالة والشريعة) ودليلان عليهما، فانهما كذلك سر كمال الاسلام، ومحور انواره، وهما معدن سمو الانسانية ورقيها ومنبع فيوضاتها بأنوار الاسلام وتجليات اضوائه.
ولكن على الرغم مما فيهما من اهمية قصوى فقد انحاز قسم من الفرق الضالة الى انكار اهميتهما، فحرموا الآخرين من انوار هم محرومون منها. ومما يؤسف له بالغ الاسف ان عددا من علماء اهل السنة والجماعة الذين يحكمون على الظاهر وقسما من اهل السياسة الغافلين المنسوبين الى اهل السنة والجماعة يسعون لإيصاد ابواب تلك

لايوجد صوت