بقي امر آخر هو انه لا يمكن ان تدان (الطريقة) ولا يحكم عليها بسيئات مذاهب ومشارب اطلقت على نفسها ظلماً اسم (الطريقة) وربما اتخذت لها صورة خارج دائرة التقوى بل خارج نطاق الاسلام.
فلو صرفنا النظر عن النتائج السامية التي تُوصل اليها الطريقة سواء منها الدينية او الاخروية او الروحية، ونظرنا فقط الى نتيجة واحدة منها ضمن نطاق العالم الاسلامي نرى ان (الطريقة) هي في مقدمة الوسائل الايمانية التي توسع من دائرة الاخوة الاسلامية بين المسلمين وتبسط لواء رابطتها المقدسة في ارجاء العالم الاسلامي.
وقد كانت الطرق الصوفية وما زالت كذلك احدى القلاع الثلاث التي تتحطم على جدرانها الصلدة هجمات النصارى بسياساتهم ومكايد الذين يسعون لاطفاء نورالاسلام.. فيجب ألاّ ننسى فضل اهل الطرق في المحافظة على مركز الخلافة الاسلامية (استانبول) طوال خمسمائة وخمسين سنة رغم هجمات عالم الكفر وصليبية اوروبا. فالقوة الايمانية، والمحبة الروحانية، والاشواق المتفجرة من المعرفة الإلهية لاولئك الذين يرددون (الله.. الله..) في الزوايا والتكايا المتممة لرسالة الجوامع والمساجد، والرافدة لهما بجداول الايمان حيث كانت تنبعث انوار التوحيد في خمسمائة مكان، لتشكّل بمجموعها اعظم نقطة ارتكاز للمؤمنين في ذلك المركز الاسلامي.
فيا ادعياء الحمية ويا سماسرة القومية المزيفين! الا تقولون اية سيئة من سيئات الطريقة تفسد هذه الحسنة العظيمة في حياتكم الاجتماعية؟!
التلويح الرابع
ان سلوك طريق الولاية مع سهولته هو ذو مصاعب، ومع قصره فهو طويل جداً، ومع نفاسته وعلوه فهو محفوف بالمخاطر، ومع سعته فهو ضيق جداً.