ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | القسم التاسع | 667
(661-687)

فتختلط في ذهنه الامور، ويلتبس عليه امر القيادة ضمن دائرته الصغرى مع القيادة الكلية الواسعة ضمن دائرتها الكبرى، تماما كما يلتبس في النظر على بعض الناس صورة الشمس المنعكسة من مرآة صغيرة، مع صورتها المنعكسة من سطح البحر الشاسع، من حيث تشابههما في صورة الانعكاس، رغم اختلافهما في السعة والكبر.
وكذلك فان كثيرا من اهل الولاية من يرى نفسه اكبر واعظم بكثير ممن هم ارقى واسمى منه، بل ممن نسبته اليهم كنسبة الذباب الى الطاووس.
ولكنه ـــ اي صاحب الدعاوى ـــ يرى نفسه كما يصف، و يراها كما يقول، محقا في رؤيته. حتى انني رأيت من يتقلد شارات القطب الاعظم ويدعي حالاته، ويتقمص اطواره، وليس له من صفات القطبية الا انتباه القلب وصحوته، وسوى الشعور بسر الولاية من بعيد، فقلت له:
يا اخي! كما ان قانون السلطنة له مظاهر عديدة جزئية او كلية على نمط واحد في جميع دوائر الدولة، ابتداء من رئاسة الوزارة الى ادارة ناحية صغيرة، فان الولاية، والقطبية كذلك لها دوائر مختلفة ومظاهر متنوعة، ولكل مقام ظلال كثيرة. فأنت قد شاهدت الجلوة العظمى والمظهر الاعظم للقطبية الشبيهة برئاسة الوزارة ضمن دائرتك الصغيرة الشبيهة بادارة الناحية، فالتبس عليك الامر وانخدعت، اذ ان ما شاهدته صواب وصدق، الا ان حكمك هو الخطأ، حيث ان غرفة من الماء بالنسبة للذبابة بحر واسع.
فانتبه ذلك الاخ بكلامي، ونجا من تلك الورطة بمشيئة الله.
ورأيت كذلك عدداً من الناس يعدون انفسهم مقاربين او مشابهين (للمهدى)، ويقول كل منهم: سأصبح (المهدى)!
هؤلاء ليسوا كاذبين ولا مخادعين، ولكنهم ينخدعون، اذ يظنون ما يرونه هو الحق، ولكن كما ان الاسماء الحسنى لها تجلياتها ابتداء

لايوجد صوت