ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | القسم التاسع | 669
(661-687)

التهمة، ويعرفوا ان القصور والعجز والفقر ملازم للنفوس مهما ارتقت وتسامت.
فما في هذا المشرب من شطحات عند بعض السالكين، منبعه حب النفس، حتى ليتعاظم هذا الحب فيظن الواحد منهم صفاء نفسه، ولمعان ذاته قطعة الماس رغم انها ليست الا قطعة زجاج تافهة في الحقيقة، اذ عين الرضا كليلة عن العيوب.
هذا وان اخطر المهالك في هذا النوع من السلوك هو: ان المعاني الجزئية التي ترد على قلب السالك بشكل الهام، يتخيلها - هذا السالك - كلام الله، ويعبر عن كل الهام وارد بــ (آية) فيمتزج بهذا الوهم عدم احترام لتلك المرتبة السامية العليا للوحي.
نعم ان كل الهام ابتداء من الهام النحل والحيوانات الى الهام عوام الناس والى الهام خواص البشرية، والى الهام عوام الملائكة، والى الهام المقربين الخواص منهم، انما هو نوع من الكلمات الربانية، ولكن الكلام الرباني تجلي الخطاب الرباني المتنوع المتلمع من خلال سبعين الف حجاب حسب قابليات المظاهر والمقامات.
اما (الوحي) فهو الاسم الخاص لكلام الله جل وعلا، وابهر مثاله المشخص، هو الذي اطلق على نجوم القرآن، وكل منجمة منه (آية) كما ورد توقيفاً. فتسمية هذه الانواع من الالهام بــ (الايات) خطأ محض. اذ بمقدار النسبة بين صورة الشمس الصغيرة الخافتة المتسترة المشاهدة في المرآة الملونة في ايدينا مع الشمس الحقيقية الموجودة في السماء، تكون النسبة بين الالهام الموجود في قلوب اولئك الادعياء وبين آيات شمس القرآن الكريم التي هي كلام إلهي مباشر [كما بينا واثبتنا ذلك في كل من الكلمات الثانية عشرة والخامسة والعشرين والحادية والثلاثين من كتاب (الكلمات)].
نعم: اذا قيل ان صورة الشمس الظاهرة في مرآة هي صورتها حقاً وذات علاقة مع الشمس الحقيقية، فهذا الكلام لا غبار عليه وهو حق، الا انه لا يمكن ربط الكرة الارضية الضخمة بهذه الشموس (المرآتية) المصغرة، ولا يمكن شدها الى جاذبيتها.

لايوجد صوت