ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | القسم التاسع | 672
(661-687)

واستولى على غالبية النشاطات العقلية والعلمية، حتى غدت المادة - عند اصحابه - هي اصل كل شئ ومرجعه، لذا فان ترويج مذهب (وحدة الوجود) في هذا العصر - الذي يرى فيه اهل الايمان الخواص الماديات تافهة الى حد العدم - ربما يعطي للماديين حجة ليكونوا دعاة للمذهب نفسه فيخاطبوا اصحابه من اهل الايمان: (نحن وانتم سواء، نحن ايضاً نقول هكذا ونفكر هكذا) علما انه لا يوجد مشرب في العالم بعيد عن منهج المادييين وعبدة الطبيعة من مشرب (وحدة الوجود). ذلك لان اصحابه يؤمنون بالله ايماناً عميقاً الى درجة يعدون الكون وجميع الموجودات معدوماً بجانب حقيقة الوجود الإلهي، بينما الماديون يولون الموجودات من الاهمية الى حد انهم ينكرون معها وجود الله سبحانه وتعالى... فأين هؤلاء من اولئك؟!
 التلويح السادس: وهو ثلاث نقاط:
النقطة الاولى:
ان اتباع السنة النبوية المطهرة هو اجمل وألمع طريق موصلة الى مرتبة الولاية من بين جميع الطرق، بل اقومها واغناها. والاتباع يعني: تحري المسلم السنة السنية وتقليدها في جميع تصرفاته واعماله، والاستهداء بالاحكام الشرعية في جميع معاملاته وافعاله. فان اعماله اليومية ومعاملاته العرفية وتصرفاته الفطرية الاعتيادية تأخذ بهذا الاتباع شكل العبادة، فضلا عن ان اتباع السنة وتحري شرع الله في شؤون المؤمن جميعها يجعله في صحوة دائمة، وتذكر للشرع مستمر، وتذكّر الشرع هذا يؤدي الى ذكر صاحب الشرع الذي يؤدي الى تذكر الله سبحانه، وذكر الله سبب لسكينة القلب واطمئنانه. اي ان ساعات العمر ودقائقه يمكن ان تنقضي كلها في عبادة دائمة مطمئنة.
لذلك فان اتباع السنة المطهرة هو طريق الولاية الكبرى، وهو طريق ورثة النبوة من الصحابة الكرام والسلف الصالح.
النقطة الثانية:

لايوجد صوت