ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | القسم التاسع | 673
(661-687)

الاخلاص هو أهم اساس لجميع طرق الولاية وسبل الطريقة، ذلك لان الاخلاص هو الطريق الوحيد للخلاص من الشرك الخفي. فمن لم يحمل اخلاصاً في ثنايا قلبه فلا يستطيع ان يتجول في تلك الطرق، كما ان (المحبة) تشكل امضى قوة في تلك الطرق..
نعم، المحبة! فالمحب لا يبحث عن نقص، بل لا يرغب في ان يرى نقصاً في محبوبه، بل يرى اضعف الدلائل والامارات على كمال محبوبه من اقوى الادلة والحجج، لكونه جانب محبوبه على الدوام.
وبناء على هذا السر، فان الذين يتوجهون بقلوبهم الى معرفة الله عن طريق المحبة، لا يصغون الى الاعتراضات ويجاوزون سريعاً العقبات والشبهات، وينقذون انفسهم بسهولة ويحصنونها من الظنون والاوهام، حتى لو اجتمع عليهم آلاف شياطين الارض، فلن يستطيعوا ان يزيلوا امارة او علامة واحدة تدل على كمال محبوبه الحقيقي وسموه. ومن دون هذه المحبة يتلوى الانسان تحت وساوس نفسه وشيطانه، وينهار امام ما تنفثه الشياطين من اعتــراضات وشــبه. فلا يعصمه شـئ سـوى مـتـانـة ايمــانـه وقوتـه، وشدة انتباهـه وحذره.
اذن فالمحبة النابعة من معرفة الله هي جوهر جميع مراتب الولاية واكسيرها. الا ان هناك ورطة كبيرة للمحبة وهي:
انه يُخشى ان ينقلب المحب من التضرع والتذلل لله - اللذين هما سر العبودية - الى الادلال والطلب والدعاوى. فيطيش صوابه ويتحرك مختالاً بمحبته دون ضوابط او موازين.. ويخشى كذلك ان تتحول المحبة لديه من (المعنى الحرفي) الى (المعنى الاسمي) اثناء توجهه بالمحبة الى ما سوى الله، فتنقلب عندئذِ من داء شاف الى سم زعاف، اذ يحدث احياناً ان المحب يتوجه الى صفات المحبوب - من دون الله - والى كماله الشخصي وجماله الذاتي، اي يكون الحب بمعناه الاسمي - لذاته - اي يستطيع ان يحبه ايضاً من دون تذكر الله ورسوله! مع ان الواجب عليه عند التوجه بالحب لما سوى الله ان

لايوجد صوت