ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الخامس عشر | 72
(70-86)

ان الشمس قريبة منا لأن ضياءها وحرارتها وصورتها تتمثل في مرآتنا التي في ايدينا، ولكن نحن بعيدون عنها. فلو أحسسنا بأقربيتها من حيث النورانية، وادركنا علاقتنا مع صورتها المثالية في مرآتنا، وعرفناها بتلك الوساطة، ولمسنا حقيقة ضيائها وحرارتها وهيئتها فان اقربيتها تنكشف لنا لدرجة تغرينا بتكوين علاقة معها عن معرفة وقرب.
ولكن لو اردنا التقرب اليها والتعرف عليها من حيث بعدنا عنها لأضطررنا الى كثير جداً من السير الفكري والسلوك العقلي لنصعد فكرياً بصحبة القوانين العلمية الى السموات ونتصور من ثمة الشمس متألقة في فضاء الكون، ولابد من الاستعانة بهذه القوانين والتدقيقات المطولة جداً لادراك ما في ماهيتها من ضياء وحرارة والوان سبعة. وبعد هذا كله قد نحصل على القربية المعنوية منها، بمثل التي حصل عليها الشخص الاول بتأمل يسير في مرآته.
وعلى غرار هذا المثال؛
فالنبوة، والولاية الموروثة عنها، متوجهتان الى انكشاف (الاقربية الإلهية). اما سائر الولايات فان معظمها تسلك على أساس (القربية الإلهية) فتضطر الى السير والسلوك عبر مراتب عدة قبل بلوغها المقام المطلوب.


المقام الثاني
ان الذي كان وراء حوادث الفتن ليس هو عدداً قليلاً من اليهود كي يمكن حصرهم وايقاف ذلك الفساد، واطفاء تلك الفتن بمجرد كشفهم. اذ بدخول اقوام كثيرة متباينة الى حظيرة الاسلام، تداخلت واختلطت تيارات متناقضة وغير متجانسة في باطنها مع عقيدة

لايوجد صوت