ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الخامس عشر | 74
(70-86)

من قميصه الذي في ارض مصر، ولم تره في الجب القريب منك في ارض كنعان؟
فأجاب عليه السلام: ان حالاتنا كالبرق الخاطف، يظهر احياناً ويختفي اخرى، فنكون احيانا كمن هو جالس في اعلى مقام ويرى جميع ما حوله، واحياناً اخرى لا نرى ظهر اقدامنا.
والخلاصة: انه مهما كان الانسان فاعلا ذا اختيار الا أن المشيئة الإلهية هي الاصل، والقدر الإلهي حاكم مهيمن والمشيئة الإلهية ترد المشيئة الانسانية،بمضمون قوله تعالى: ﴿وما تشاؤون إلاّ انْ يشاء الله﴾(الانسان:30) واذا جاء القدر عمي البصر، فينفذ حكمه، واذا ما تكلم القدر تسكت القدرة البشرية، ويصمت الاختيار الجزئي.
 مضمون سؤالكم الثاني هو:
ما حقيقة الوقائع التي دبّت في صفوف المسلمين في عهد سيدنا علي رضي الله عنه؟ وماذا نسمي اولئك الذي ماتوا وقُتلوا فيها؟
الجواب: ان (معركة الجمل) التي دارت رحاها بين سيدنا على رضي الله عنه وجماعته من جهة، وبين طلحة والزبير وعائشة رضي الله عنهم أجمعين من جهة اخرى، هي معركة بين العدالة المحضة والعدالة الاضافية (النسبية). وتوضيحها كالأتي:
لقد جعل سيدنا علي رضي الله عنه، العدالة المحضة أساساً لسياسته في ادارة دفة الحكم. وسار بمقتضاها على وفق اجتهاده وبمثل ما كان الشيخان يسيران عليه من قبله. أما معارضوه فقد قالوا: ان صفاء القلوب وطهارة النفوس في عهد الشيخين كانا ملائمين وممهّدين لكي تنشر العدالة المحضة سلطانها على المجتمع، الاّ أن دخول اقوام متباينة الطبائع والاتجاهات وهم على ضعف الاسلام

لايوجد صوت