ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الخامس عشر | 84
(70-86)

القيامة في اسلوب تهديد وزجر قائلاً: ﴿لَتَرونّها﴾ بينما الذين سيرون تلك الاهوال بأجسامهم الانسانية هم الذين يبلغون قيام الساعة من الناس، اذن الارواح التي رُمّت اجسادها في القبور لها نصيبها من هذا التهديد القرآني ايضاً.
 فحوى سؤالكم السادس:
أتشمل هذه الآية الكريمة: ﴿كلّ شيء هالكٌ الاّ وَجْهَه﴾(القصص:88) الآخرة والجنة وجهنم واهليها، ام لا؟
الجواب: لقد صارت هذه المسألة موضع بحث كثير جداً من العلماء المحققين واصحاب الكشف والاولياء الصالحين، فالقول قولهم في هذه المسألة فضلاً عن أن لهذه الآية الكريمة سعة عظيمة جداً مع تضمنها لمراتب كثيرة جداً. فقد قال القسم الاعظم من المحققين: لا تشمل هذه الآية عالم البقاء. في حين قال اخرون: ان تلك العوالم تتعرض ايضاً لنوع من الهلاك في زمن قصير جداً بحيث يعدّ آناً، وهو زمان قصير الى درجة لا يُشعر بذهابها الى الفناء والعودة منه.
أما ما يحكم به بعض اصحاب الكشف المفرطين في افكارهم من حدوث الفناء المطلق، فليس حقيقة ولا صواباً، لأن ذات الله سبحانه وتعالى دائمى وسرمدي، فلابد أن صفاته واسماءه ايضاً دائمية وسرمدية. ولما كانت صفاته واسماؤه دائمية فلابد أن أهل البقاء والباقيات الموجودة في عالم البقاء - التي هي مراياها وجلواتها ونقوشها ومظاهرها - لا تذهب بالضرورة الى الفناء المطلق قطعاً.
وحالياً وردت نقطتان من فيض القرآن الحكيم الى البال نكتبها اجمالاً:
اولاها: ان قدرة الله جل وعلا لا حدود لها، حتى أن الوجود والعدم بالنسبة الى قدرته وارادته تعالى كمنزلَين، يرسل اليهما الاشياء ويجلبها منهما بكل يسر وسهولة، فان شاء يجلبها في يوم

لايوجد صوت