وتقتضي حكمته ان يلبسه جسداً من جديد، ويرسله الى الدنيا لأجل هذه النتيجة الجليلة العظيمة، وليكون مسك الختام والنهاية الجليلة للدين الذي اتى به عيسى عليه السلام. وقد وعد بهذا سبحانه وتعالى لإقتضاء حكمته الجليلة. واذ قد وعد فانه سيرسله حتماً. ولا يلزم ان يعرف كل أحدٍ انه عيسى عليه السلام بذاته اثناء نزوله الى الدنيا، وانما يعرفه خواصه والمقربون منه بنور الايمان، اذ لا يعرفه الناس كلهم بدرجة البداهة.
سؤال:
لقد جاء في الروايات: ان للدجال جنة كاذبة يلقى فيها اتباعه، وله جهنم كاذبة يلقى فيها من لا يتبعه، حتى انه جعل احد اُذني دابته كالجنة والاخرى كجهنم(1)، وله جسم عظيم طوله كذا وكذا وغيرها من الاوصاف التي يعرف بها. فالسؤال: ما المراد من هذه الروايات؟.
الجواب: ان الشخص الظاهري للدجال هو كالانسان، فهو انسان دساس، شيطان احمق مغرور، تفرعن وطغى ونسى الله تعالى حتى اطلق على حاكميته الجبارة ظاهراً اسم الالوهية.
أما شخصه المعنوي الذي هو تيار الالحاد الطاغي فهو شخص جسيم جداً. وما ورد من روايات في اوصافه الدالة على الضخامة يشير الى ذلك الشخص المعنوي. كما صوّر في وقت ما القائد العام للقوات اليابانية تصوير انسان واضع احدى قدميه في البحر المحيط الهادي والاخرى في قلعة (بورت آرثر) التي تبعد عن الاولى مسافة عشرة ايام. فهذا التصوير لذلك القائد الصغير اظهر ومثّل الشخص المعنوي العظيم لجيشه.
اما الجنة الكاذبة للدجال، فهي ملاهي الحضارة وزخارفها الفاتنة.
أما دابته فهي واسطة نقل شبيهة بالقطار، في رأسه موقد النار
--------------------------------------------------
(1) عن ابي هريرة رضي الله عنه. ان رسول الله yقال: (ألا أحدثكم عن الدجال، ما حَدَّثَ به نبي قومه؟ انه أعور، وانه يجئ بمثال الجنة والنار. فالتي يقول انها الجنة، هي النار. واني انذركم به كما انذر به نوح قومه) رواه البخاري في الأنبياء، ومسلم برقم 2936. - المترجم.