اخرى: (لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الارض: الله.. الله..)(1) فكيف يسقط الناس بهذه الكثرة في هاوية الكفر بعد أن دخلوا بكثرة مطلقة في حظيرة الايمان؟
الجواب: ان ضعاف الايمان يستبعدون ما جاء في الحديث الصحيح من نزول سيدنا عيسى عليه السلام وقتله الدجال وعمله بالشريعة الاسلامية ولكن لو وضحت حقيقة الرواية لا يبقى موضع للاستبعاد قط. وذلك.
ان المعنى الذي يفيده ذلك الحديث والروايات الواردة حول المهدي والسفياني(1) هو الآتي:
ان تيارين للالحاد سيشتدان ويتقويان في آخر الزمان:
الاول: ان شخصاً رهيباً يقال له (السفياني) سينكر الرسالة الأحمدية (نبوة محمدy) متستراً بالنفاق، ويتولى قيادة المنافقين، ويسعى لتدمير الشريعة الاسلامية، وسيقابله شخص نوراني من آل البيت يسمى محمد المهدي يتولى قيادة اهل الولاية واهل الكمال المرتبطين بالسلالة النورانية لآل البيت، ويقتل تيار النفاق الذي يمثل شخص السفياني المعنوي ويدمّره تدميراً.
أما التيار الثاني: فهو التيار الطاغي المتمرد، المتولد من فلسفة الطبيعيين والماديين، هذا التيار ينتشر ويتقوى تدريجياً بوساطة الفلسفة المادية في آخر الزمان حتى يبلغ به الأمر الى انكار الإلوهية ويمنح افراد هذا التيار المنكرين لله سبحانه انفسَهم نوعاً من الربوبية كأنهم نماردة صغار، مثلما يمنح الجاهل بالسلطان غير المعترف بجنوده وضباطه نوعاً من السلطنة وشكلاً من الحاكمية الى كل جندي. اما الدجال وهو كبيرهم الذي يتولاهم فيؤتى من الخوارق ما
---------------------------------
(1) حديث صحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه، رواه مسلم 148 واحمد والترمذي والحاكم 4/ 494 وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. - المترجم.
(1) يراجع ما ورد بحقّهما من الروايات في (الكلمات) - المترجم.