ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الخامس عشر | 79
(70-86)

الهاشميين، فظهر في يزيد وامثاله، مما سبب تفجّر استعدادات ظالمة قاسية لا رحمة فيها ولا رأفة.
وهناك سبب رابع وهو الذي يخص الذين انضموا الى صف سيدنا الحسين رضي الله عنه، وهو ان اعتماد الامويين على قومية العرب وحدهم في ادارة شؤون الدولة، ونظرتهم المتعالية على سائر الأقوام كأنهم عبيد لديهم وتسميتهم بالموالي، اصاب غرور اولئك، مما دفعهم الى الالتحاق بصف سيدنا الحسين، وهم يحملون نية غير خالصة لله. وهي نيّة اساسها دافع الثأر. هذا الأمر هيّج العصبية القومية لدى الأمويين فأدى بهم الأمر الى ارتكاب تلك الفاجعة الأليمة التي لا تجد فيها رحمة ولا عطفاً ولا رأفة.
هذه الأسباب الاربعة المذكورة:هي اسباب ظاهرية. الاّ اننا اذا نظرنا الى الأمر من زاوية القدر الإلهي نجد أن سيدنا الحسين وذويه رضي الله عنهم قد احرزوا نتائج اخروية وسلطنة روحية ورقياً معنوياً، من جراء تلك الفاجعة الاليمة، بحيث تكون تلك الآلام والصعوبات التي لاقوها في تلك الحادثة الأليمة زهيدة ويسيرة تجاه تلك المنازل الرفيعة التي حظوا بها.فمثلاً:
ان الذي يستشهد نتيجة تعذيب يستغرق ساعة يغنم من المراتب العالية والدرجات السامية للشهادة مالا يمكن ان يحصل عليها من يسعى بجهد متواصل خلال عشر سنين. فلوسئل ذلك الشهيد بعد فوزه بدرجة الشهادة عن ذلك التعذيب لأجاب: لقد فزت كثيراً جداً بشئ يسير جداً.
 فحوى سؤالكم الرابع:
ان الاكثرية المطلقة من الناس يدخلون الدين الحق بعد قتل سيدنا عيسى عليه السلام الدجالَ في آخر الزمان، بينما وردت في روايات

لايوجد صوت