ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الخامس عشر | 78
(70-86)

تكون عاقبته وعاقبة آل بيته فاجعة أليمة؟
الجواب: اذا استثنينا المقربين من سيدنا الحسين رضي الله عنه، نجد ان الاقوام المختلفة الذين التحقوا بهم هم ممن اُصيب غرورهم القومي بجروح بيد العرب المسلمين، فهم يضمرون ثأراً تجاههم، مما كّدر صفاء النية ونقاءها التي كان يتحلى بها مسلك الحسين ومن معه، وادّى تعكـُّر ذلك الصفاء وخفوت سطوع ذلك النهج القويم الى تقهقرهم امام اولئك.
 اما حكمة تلك الحادثة المؤلمة من زاوية نظر القدر الإلهي فهي:
ان الحسن والحسين رضي الله عنهما وذويهما ونسلهما كانوا مرشحين لسلطنة معنوية ومؤهلين لتسنم مرتبة سامية معنوية.و لما كان الجمع بين سلطنة الدنيا وتلك السلطنة المعنوية من الصعوبة بمكان، لذا جعلهم القدر الإلهي يُعرضون عن الدنيا، وأظهر لهم وجه الدنيا الدميم، لئلا تبقى لهم علاقة قلبية مع الدنيا، ودفعهم الى أن ينفضوا ايديهم من سلطنة صورية دنيوية مؤقتة زائلة، بينما عيّنهم لتسنم الامور لدى سلطنة معنوية سامية دائمة، فاصبحوا مرجِعاً لأقطاب الاولياء بدلاً من ان يكونوا مرجعاً للولاة الاعتياديين.
 أما سؤالكم الثالث الذي هو:
ما الحكمة في المصيبة الاليمة والمعاملة الظالمة التي اصابت اولئك الطاهرين الميامين؟.
الجواب: لقد بينا سابقاً ان هناك ثلاثة اسس كان معارضو سيدنا الحسين رضي الله عنه وهم الامويون يسيرون عليها والتي ادت الى ارتكاب تلك المظالم والمعاملات القاسية:
الأول: هو دستور السياسة الظالم ومؤداه؛ ان الاشخاص يضحى بهم في سبيل الحفاظ على الدولة واستتباب النظام في البلاد.
الثاني:كانت دولتهم تستند الى القومية والعنصرية، وكان الحاكم المهيمن على الامور قانون القومية الظالم وهو: (كل شئ يضحى في سبيل الحفاظ على سلامة الامة).
الثالث: تأصل عرق المنافسة لدى الامويين منذ مدة طويلة تجاه

لايوجد صوت