ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الخامس عشر | 81
(70-86)

يشبه اعمال السحر والتنويم المغناطيسي، ويتمادى كثيراً حتى يضفى على حكومته الجبارة ظاهراً نوعاً من الربوبية، ويعلن الوهيته. ولا ريب ان ادعاء انسان عاجز الالوهيةَ، والذي يقهره ذباب ويعجز حتى عن خلق جناحها، حماقة ما بعدها حماقة، تستحق منتهى الهزء والسخرية.
وهكذا ففي مثل هذه الفترة، وحينما يبدو ذلك التيار قوياً شديداً يظهر الدين الحق الذي اتى به عيسى عليه السلام، والذي هو الشخصية المعنوية لسيدنا عيسى عليه السلام، اي ينزل من سماء الرحمة الإلهية، فتتصفى النصرانية الحاضرة تجاه تلك الحقيقة وتتجرد من الخرافات والتحريفات وتتحد مع حقائق الاسلام، اي ان النصرانية ستنقلب معنى الى نوع من الاسلام، فذلك الشخص المعنوي للنصرانية يكون تابعاً، باقتدائه بالقرآن الكريم ويظل الاسلام في مقام الامام المتبوع، ويجد الدين الحق نتيجة هذا الالتحاق قوة عظمى، اذ في الوقت الذي كان الاسلام والنصرانية منفردين - كل على حدة - غير قادرين على صدّ تيار الإلحاد يكونان بفضل الاتحاد بينهما على استعداد لتدمير تيار الالحاد تدميراً كاملاً. ففي هذه الاثناء يتولى شخص عيسى عليه السلام الموجود بجسمه البشري في عالم السموات قيادة تيار ذلك الدين الحق. اخبر بهذا مخبر صادق استناداً الى وعد من لدن قدير على كل شئ، واذ هو قد أخبر، فالأمر حق لا ريب فيه. واذ وعد به القدير على كل شئ، فلاشك أنه سينجزه.
نعم ان الذي يرسل الملائكة تترى من السموات الى الارض ويجعلهم احياناً في صورة انسان (كما جعل سيدنا جبريل عليه السلام في صورة الصحابي دحية الكلبي) ويرسل الروحانيين من عالم الارواح، ويجعلهم يتمثلون في صور بشرية، بل يرسل حتى ارواح كثير من الاولياءالمتوفين في اجسادهم المثالية الى الدنيا..لا يستبعد من حكمة هذا الحكيم ذي الجلال ان يرسل عيسى عليه السلام الموجود حياً بجسده في سماء الدنيا الى الدنيا، بل حتى لو كان ذاهباً الى اقصى نواحي عالم الآخرة، وكان ميتاً حقاً فانه سبحانه قادر

لايوجد صوت