ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الخامس عشر | 83
(70-86)

يرمى فيها احياناً من لا يتبعه. والاذن الاخرى لتلك الدابة، اي رأسها الآخر مفروش بفرش وثيرة كالجنة اعدّها لجلوس اتباعه.
وحقاً ان القطار دابة مهمة للحضارة السفيهة الظالمة. اذ يأتي بجنة كاذبة لأهل السفاهة والدنيا، الاّ انه بيد المدنية الحاضرة يكون كزبانية جهنم يأتي بالهلاك والاسر والذل لأهل الدين والاسلام المساكين.
وعلى الرغم من نشر الدين الحقيقي الذي اتى به عيسى عليه السلام نورَه على الاكثرية المطلقة من الناس وذلك بظهوره وانقلابه الى الاسلام، الاّ انه عند قرب قيام الساعة يبرز تيار إلحاد مرة اخرى ويتغلب، فلا يبقى على وجه الارض - بالاكثرية العظمى - من يقول: الله.. الله.. اي لا تتولى جماعة مهمة لها شأنها موقعاً مهماً على الكرة الارضية..
ولا يعنى الحديث انه لا يبقى اهل الحق والداعين له على وجه الارض، بل سيبقى اهل الحق الذين يظلون في الأقلية ازاء الالحاد أو يُغلَبون على أمرهم، سيبقون الى يوم القيامة، الاّ أنه اثناء قيامها تُقبض ارواح اهل الايمان اولاً رحمة منه سبحانه بهم لئلا يروا اهوال القيامة، وتقوم القيامة على رؤوس الكفار.
 فحوى سؤالكم الخامس: هل تتأثر الارواح الباقية باهوال القيامة؟
الجواب: نعم تتأثر حسب درجاتها، كما تتأثر الملائكة تأثراً خاصاً بهم بالتجليات القهرية، اذ كما لو إطّلع من كان في مكان دافئ على اناس يرتجفون في الثلوج يتأثر ويتألم لحالهم لما يحمل من عقل ووجدان، كذلك الارواح الباقية التي لها شعور ذات علاقة مع الكون، تتأثر بالحوادث العظيمة التي تجري فيه. كلٌ حسب درجته، والاشارات القرآنية تبين تأثر الارواح بألم ان كانت من اهل العذاب، وإن كانت من اهل السعادة فانها تتأثر بالاستحسان والإعجاب، بل بنوع من الاستبشار. ولما كان القرآن الحكيم يذكر عجائب اهوال

لايوجد صوت