ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب السادس عشر | 90
(87-109)

زمن الشيخوخة انما هو خلاف للعقل ومجانبة للحكمة لشخص مثلي لا صلة له مع أحد، ويعيش منفرداً، ومضطر الى التحري عن كفارات لذنوبه السابقة. بل يعدّ ذلك جنوناً وبلاهة، بل حتى البلهاء يفهمون ذلك.
 أما ان قلت: كيف تمنعك خدمة القرآن والايمان عن السياسة؟
فأقول: ان الحقائق الايمانية والقرآنية ثمينة غالية كغلاء جواهر الالماس، فلو انشغلت بالسياسة، لخطر بفكر العوام: أيريد هذا ان يجعلنا منحازين الى جهة سياسية؟ أليس الذي يدعو اليه دعاية سياسية لجلب الاتباع؟ بمعنى انهم ينظرون الى تلك الجواهر النفيسة انها قطع زجاجية تافهة، وحينها أكون قد ظلمت تلك الحقائق النفيسة، وبخست قيمتها الثمينة، بتدخلي في السياسة.
فيا أهل الدنيا! لِمَ لا تدعوني وشأني، وتضايقونني بطرق شتى؟
 وان قلتم:
يتدخل شيوخ الصوفية احياناً في امورنا، والناس يطلقون عليك في بعض الاحيان اسم الشيخ!
اقول: ايها السادة! انني لست شيخاً صوفياً، وانما انا عالم ديني. والدليل على هذا، انني لو كنت قد علّمت احداً من الناس الطريقة الصوفية، طوال هذه السنوات الاربع التي قضيتها هنا، لكان لكم الحق في الارتياب والوقوع في الشكوك. ولكني لم اقل لمن اتاني الاّ أن الزمان ليس زمان الطريقة. الايمان ضروري، والاسلام ضروري.
 وان قلتم:
يطلقون عليك اسم (سعيد الكردي) فلربما تحمل فكر العنصرية والدعوة اليها. وهذا ما لا يتفق وشأننا ولا طائل لنا به.
وانا اقول: ايها السادة! ان ما كتبه سعيد القديم وسعيد الجديد في متناول اليد. ابيّنه شاهداً ولقد نظرت - منذ السابق - الى القومية السلبية والدعوة الى العنصرية نظرة السم القاتل، لأنها مرض

لايوجد صوت