ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب السادس عشر | 92
(87-109)

ونفسي بالذات، فليرض الله عنه اذ اطلعني على عيوب نفسي. فان كان صادقاً، فسوف يسوقني اعتراضه الى تربية نفسي الامارة وتأديبها، فهو اذاً يعاونني في النجاة من الغرور. وان كان كاذباً، فهو عون لي ايضاً للخلاص من الرياء، ومن الشهرة الكاذبة التي هي اساس الرياء.نعم! انني لم اصالح نفسي قط؛ لانني لم اربّها. فان نبهني أحدٌ على وجود عقرب في أي جزء من جسمي، عليّ ان ارضى عنه، لا امتعض منه.
اما ان كانت اهاناته تعود لصفة كوني خادماً للايمان والقرآن، فتلك لا تعود لي، فاحيل ذلك الشخص الى صاحب القرآن الذي استخدمني في هذه المهمة، فهو عزيز حكيم.
وان كان كلامه لأجل تحقيري واهانة شخصي بالذات والحط من شأني، فهذا ايضاً لا يخصني، لأنني أسير مكبل وغريب في هذا البلد، فالدفاع عن كرامتي ليس لي فيه نصيب، بل يخص من يحكم هذه القرية ثم القضاء ثم المحافظة التي انا ضيف لديهم. اذ إن اهانة اسير تعود الى مالكه، فهو الذي يدافع عنه.
فاطمأن القلب بهذه الحقيقة، وتلوتُ: ﴿واُفوّضُ أمري الى الله إنّ الله بَصيرٌ بالعباد﴾(غافر: 44) واهملت الحادثة واعتبرتها لم تقع ، ونسيتها. ولكن تبين بعدئذٍ - مع الأسف - ان القرآن لم يتجاوز عنه، فعاقبه.
الحكاية الثانية:
طرق سمعي في هذه السنة ان حادثة وقعت، وقد سمعتها بعد وقوعها اجمالاً فحسب، لكني لقيت معاملة كأنني ذو علاقة قوية بالحادثة. علماً انني ما كنت اراسل احداً، وما كنت اكتب رسالة الاّ نادراً الى صديق وحول مسألة ايمانية، بل لم اكتب حتى لشقيقي الاّ رسالة واحدة خلال اربع سنوات. فكنت أمنع نفسي عن مخالطة الناس والاتصال بهم، فضلاً عن ان اهل الدنيا كانوا يمنعونني عن ذلك. فما كنت ألقى الاّ واحداً أو اثنين من الأحباب خلال اسبوع، مرة أو

لايوجد صوت