اكثر من خمسين مرة لشدة احترامه لي.
ولكن ان كان قصدهم من التهوين من شأني واسقاطي في اعين الناس يخص الحقائق الايمانية والقرآنية التي اقوم بتبليغها، فعبثاً يحاولون لأن نجوم القرآن لا تسدل بشئ. فمن يغمض عينه يجعل نهاره ليلاً لا نهار غيره.
النقطة الرابعة: جواب عن بضعة اسئلة مريبة.
السؤال الأول المريب: يسأل أهل الدنيا ويقولون لي: بماذا تعيش؟ وكيف تدار معيشتك دون عمل؟ نحن لا نقبل في بلادنا المتقاعدين الكسالى الذين يقتاتون على سعي الآخرين وعملهم؟
الجواب: انني أعيش بالاقتصاد والبركة. لا أقبل من غير رزاقي الله منّة من أحد، وقررت أن لا أقبلها طوال حياتي.
نعم، ان الذي يعيش بمائة ثارة(1) بل بأربعين بارة يأبى ان يدخل تحت منة الآخرين.
انني ما كنت أرغب مطلقاً أن اوضح هذه المسألة خشية الإشعار بالغرور والأنانية، واكره أن ابوح بها فهي ثقيلة علي، ولكن لأن أهل الدنيا تدور الاوهام والشبهات في نفوسهم لدى سؤالهم هذا، فأقول:
- ان دستور حياتي كلها هو عدم قبول شئ من الآخرين، فمنذ نعومة اظفاري لم أقبل شيئاً من أحد حتى لو كان زكاة أموالهم.
ثم ان رفضي للمرتّب الحكومي - الا ما عينته الدولة لي لسنتين حينما كنت في دار الحكمة الاسلامية وبعد الحاح اصدقائي واصرارهم اضطررت الى قبوله - وان عدم قبولي لمنّة الآخرين في دفع ضرورات المعيشة الحياتية.. كل ذلك يبين دستور حياتي. فالناس في مدينتي وكل من يعرفني في المدن الاخرى يعرفون هذا مني جيداً. ولقد حاول أصدقاء كثيرون بمحاولات شتى ان أقبل هداياهم في غضون هذه السنوات الخمس التي مرت بالنفي، الا انني رفضت.
-------------------------------------------------------
(1) اربعون ثارة قرش واحد، وعشرة قروش تعادل ليرة تركية واحدة - المترجم.