ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب التاسع عشر | 176
(163-327)

بعض حالاتها، حيث ان لمثل هذه الحادثة الكلية وجوهاً كثيرة، فيبين y في كل مرة وجهاً من وجوهها. ولكن لدى جمع هذه الوجوه من قبل راوي الحديث في موضع واحد، يبدو هناك ما يشبه الخلاف للواقع. مثال ذلك:

هناك روايات مختلقة حول (المهدي) تتباين فيها التفاصيل والتصويرات. وقد أخبر الرسول y عن ظهور المهدي مستنداً الى الوحي، ليصون قوة أهل الأيمان المعنوية في كل عصر، وليحول دون سقوطهم في اليأس والقنوط ازاء ما يرونه من حوادث مهولة، وليربط الأمة ربطاً معنوياً بالسلسلة النورانية لآل البيت. وقد أثبتنا ذلك في أحد اغصان الكلمة الرابعة والعشرين. ومن هنا ترى أن كل عصر من العصور قد وجد نوعاً من (المهدي) من آل البيت كالذي يظهر في آخر الزمان، بل مهديين، حتى وجد في المهدي العباسي - الذي يعدّ من آل البيت - كثيراً من أوصاف ذلك المهدي الكبير.

وهكذا، فاوصاف الذين يسبقون المهدي الكبير ممن يمثّلونه في عهودهم - كالخلفاء المهديين والأقطاب المهديين - اختلطت وتداخلت مع أوصاف ذلك المهدي الكبير. فوقع الاختلاف في الروايات(1).

l الاساس الخامس

لم يكن الرسول الأعظم y يعلم الغيب ما لم يُعلّمه الله سبحانه، اذ لا يعلم الغيب الاّ الله فهو y يبلغ الناس ما علـّمه الله اياه. وحيث ان الله حكيم ورحيم، فحكمته ورحمته تقتضيان ستر أغلب الأمور الغيبية وابقاءها في طي الخفاء والابهام، لأن ما لا يسرّ الانسان من حوادث


(1) واحاديث المهدي عند الترمذي، وابي داود، وابن ماجه، والحاكم، والطبراني، وابي يعلى الموصلي، واسندوها الى جماعة من الصحابة.. قال الشوكاني في التوضيح:  والاحاديث الواردة في المهدي التي امكن الوقوف عليها منها خمسون حديثاً فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر، وهي متواترة بلا شك ولا شبهة، بل يصدق وصف التواتر على ما هو دونها على جميع الاصطلاحات المحررة في الاصول، وأما الآثار عن الصحابة المصرّحة بالمهدي فهي كثيرة ايضاً، لها حكم الرفع، اذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك. اهـ. (الاذاعة لمحمد صديق حسن خان 113ــ114).

لايوجد صوت