ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب التاسع عشر | 173
(163-327)

حتى جاء الجواب، اذ أتى أحدهم يقول: ان المنافق المشهور الذي ناهز السبعين من عمره قد مات وولّى الى جهنم وبئس المصير، فكان هذا تأويلاً للتشبيه البليغ الذي ذكره الرسول y.

l  الاساس الثالث

ان الآثار المنقولة إن كانت متواترة فهي قطعية الثبوت وتفيد اليقين. والتواتر قسمان:

الأول: التواتر الصريح، أو التواتر اللفظي.

الثاني: التواتر المعنوي وهذا قسمان:

الأول: سكوتي؛ أي ابداء الرضا بالسكوت عنه. مثال ذلك:

لو أخبر شخصٌ جماعته عن حادثة وقعت أمامهم ولم يكذّبوه في خبره بل قابلوه بالسكوت، فان ذلك يعني قبولهم لوقوعها، ولاسيما اذا كانت الحادثة المروية ذات علاقة بالجماعة، والجماعة مستعدة للانتقاد والرد والتجريح، وممن لا يقبلون بالخطأ أصلاً، بل يرون الكذب أمراً قبيحاً بشعاً، فان سكوتهم عنها يدل على وقوع تلك الحادثة دلالة قاطعة.

القسم الثاني من التواتر المعنوي: هو اتفاقهم على القدر المشترك بين أخبارهم وان كانت الروايات متنوعة. مثال ذلك:

اذا قيل ان أوقية من الطعام أشبعت مائتي رجل. فالذين حدّثوا بهذا يروونه في صور متنوعة وبعبارات مختلفة متباينة. فهذا ذكر مائة رجل وذاك ثلاثمائة رجل والآخر أوقيتين من الطعام وهكذا. فترى ان الجميع متفقون على وقوع الحادثة، وهو ان الطعام القليل أشبع أناساً
لايوجد صوت