ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب التاسع عشر | 286
(163-327)

ان الرسول الاعظم y تلى عليهم آيات كريمة يتحداهم بها، وكأنه يقول لهم بلسان القرآن الكريم: ان كتبكم تصدّق ما تشتمل عليه شمائلي واوصافي وتصدّق ما ابلّغه للعالمين.
﴿قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين﴾ (آل عمران: 93) ﴿فَقُل تعالوا ندعُ ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لَعْنَتَ الله على الكاذبين﴾ (آل عمران: 61).
ومع هذا التحدي الواضح لم يتقدم حبر من أحبار اليهود، ولا قس من قسس النصارى الى اظهار خلاف ما يقوله y. فلو كان هناك شئ مهما كان طفيفاً من هذا القبيل لأعلنه اولئك الكفار والمنافقون من اليهود ذوو العناد والحسد، وهم كثيرون في كل مكان وزمان.
فكان التحدي؛ إما ان يجدوا أيّ خلاف كان فيما يبلّغ من اوامر الله سبحانه، أو سيجاهدهم جهاداً لا هوادة فيه، وهم لعجزهم عن الأتيان بخلاف ما يبلّغ آثروا الحرب والدمار والهجرة، اي انهم لم يجدوا شيئاً كي يلزموه. ولو وجدوا خلاف قوله لكان اظهاره أهون عليهم من بذل النفوس والاموال وتخريب الديار.
الحجة الثانية:
لقد خالطت آيات التوراة والانجيل والزبور كلماتٌ غريبة عنها، لتوالي ترجماتها، والتباس كلام المفسرين وتأويلاتهم الخاطئة مع آياتها، حيث ان آياتها ليس فيها الاعجاز الذي في آيات القرآن الكريم، فضلاً عما قام به الجهلاء وذوو الاغراض السيئة من تحريفات في تلك الكتب، فزادت من تلك التحريفات والتغييرات حتى ان العلامة المشهور رحمة الله الهندي(1) ألزم الحجة علماء اليهود والنصارى 

--------------------
(1) (1818 - 1891) وذلك في كتابه (اظهار الحق) الذي يعدّ من ادق الدراسات النقدية للتوراة والانجيل، وسبب تأليفه له هو: أنه اثناء الاحتلال البريطاني للهند، أخذ المبشرون يهاجمون الاسلام بعنف، فتصدّى لهم علماء كثيرون، فعقدت اول مناظرة رسمية بين رئيس المبشرين ومؤلف الكتاب، في 10/3/1854. ودوّنت محاضر الجلسات التي حضرها رجالات الهند، فكانت النتيجة ان انسحب المبشر بعد ان قامت عليه الحجة الدامغة ولما يتم النقاش. وهاجر رحمة اللّه بعد الثورة الهندية ضد الانكليز سنة 1857 الى مكة واتصل به السلطان عبد العزيز خان ومن بعده السلطان عبد الحميد الثاني فألف كتابه هذا (اظهار الحق) في استانبول وتُرجم الى لغات عدة، وهو الذي اسس المدرسة الصولتية في مكة والتي ما زالت قائمة - المترجم. (عن كتاب اكبر مجاهد في التاريخ الشيخ رحمت اللّه الهندي. ترجمه من الاردية احمد حجازي السقا). - المترجم.

لايوجد صوت