يهجوني، والله لو وجدته لضربت بهذا الفهر فاه)(3).
نعم. لا ترى حطّابة جهنم - بلاشك - سلطاناً عظيماً كهذا الذي خصّه الله بالدرجة الرفيعة.
الحادثة الخامسة:
ثبت بالنقل الصحيح(4) (خبر عامر بن الطفيل وأربد بن قيس حين وفدا على النبي y، وكان عامر قال له: أنا اُشغل عنك وجه محمد، فاضربه أنت، فلم يره فَعَلَ شيئاً، فلما كلَّمه في ذلك، قال له: والله ما هممتُ أن أضربه الاّ وجدتك بيني وبينه، أفاضربك؟).
الحادثة السادسة:
وثبت بالنقل الصحيح أيضاً (ان شيبة بن عثمان الحجبي أدركه يوم حُنين) أو اُحد (وكان حمزة قد قَتَل أباه وعمه، فقال: اليوم أدرك ثأري من محمد، فلما اختلط الناس اتاه من خلفه ورفع سيفه ليصبَّه عليه. قال: وأحس بي النبي y فدعاني فوضع يده على صدري وهو أبغض الخلق اليّ فما رفعها الاّ وهو أحبُّ الخلق اليّ. وقال لي:
ادنُ، فقاتِل، فتقدمتُ أمامه اضرب بسيفي وأقِيه بنفسي، ولو لقيتُ أبي تلك الساعة لأوقعتُ به دونه)(1).
(وعن فضالة بن عمرو قال: اردت قتل النبي y، عام الفتح، وهو يطوف بالبيت، فلما دنوتُ منه قال: أفُضالة؟ قلت: نعم! قال: ما كنتَ تُحدِّث به نفسك؟. قلتُ: لاشئ. فضحك واستغفر لي ووضع يده على صدري، فسكن قلبي، فو الله ما رفعها حتى ما خلق الله شيئاً أحبّ اليّ
--------------------------
(3) الشفا (1/ 349) رواه البيهقي وغيره كما رواه ابن اسحق (الخفاجي 3/ 233). ورواه البزار وقال: حسن الاسناد. قال الهيثمي في المجمع (7/ 144): ولكن فيه عطاء بن السائب وقد اختلط.
(4) الشفا (1/ 353) رواه ابن اسحق والبيهقي (بلا سند) وابو نعيم في الدلائل مسنداً (الخفاجي 3/ 249).
(1) الشفا (1/ 353) رواه ابو نعيم في الدلائل والحديث مفصل في سيرة ابن سيد الناس بسند صحيح (الخفاجي 3/ 248). قال الهيثمي في (المجمع) (6/ 183 - 184): رواه الطبراني وفيه ايوب بن جابر وهو ضعيف.