وأمره النبي y ان لا يترك أحداً يلحق بهم. فانصرف).
(وفي خبر آخر ان راعياً عرف خبرهما، فخرج يشتد يُعلمُ قريشاً فلما ورد مكة ضُرب على قلبه، فما يدري ما يصنع واُنسيَ ما خرج له حتى رجع الى موضعه)(4) ثم عرف انه قد اُنسي.
الحادثة الثالثة:
يروي ائمة الحديث بطرق متعددة أنه في غزوة (غطفان) و (أنمار) اراد رئيس قبيلته وهو (غورث بن الحارث المحاربي ان يفتك بالنبي y فلم يَشعرُ به - y الاّ وهو قائم على رأسه منتضياً سيفه فقال: اللـّهم اكفنيه بما شئت فانكب لوجهه من زُلـَّخةٍ زُلـَّخها بين كتفيه وندر(5) سيفه من يده)(6).
وروى انه y أتاه أعرابي (فاخترط سيفه ثم قال: مَن يمنعك مني؟ فقال: الله! فارتعدت يدُ الأعرابي وسقط سيفُه)(1) فأخذه النبي y وقال: ومن يمنعك الآن؟ ثم عفا عنه النبي y (فرجع الى قومه وقال: جئتكم من عند خير الناس. وقد حكيت مثل هذه الحكاية أنها جرت له يوم بدر وقد انفرد من اصحابه لقضاء حاجته فتتبعه رجل من المنافقين، وذكر مثله) انه رفع سيفه ليهوي به على رسول الله y واذا به ينظر اليه فيرتعد المنافق ويسقط السيف من يده.
----------------
(4) الشفا (1/ 351).
(5) (ندر): سقط من جوف أو من بين أشياء .
(6) الشفا (1/ 348). الحديث في (المجمع) (9/ 7 - 8) عن ابي هريرة وحوى على معجزات كثيرة وسياقه طويل قال الهيثمي: قلت في الصحيح بعضه - والحديث - رواه الطبراني في الاوسط والبزار باختصار كثير وفيه عبد الحكيم ابن سفيان ذكره ابن ابي حاتم ولم يجرحه أحد وبقية رجاله ثقات. وأخرجه الحاكم 3/ 29 - 30 وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
(1) الشفا (1/347) اصل الحديث رواه البخاري في الجهاد: باب تفرق الناس عن الامام عند القائلة، وباب من علق سيفه بالشجر في السفر عند القائلة، وفي المغازي: باب غزوة ذات الرقاع وباب غزوة المصطلق. ومسلم برقم (843).