ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب التاسع عشر | 282
(163-327)

الحادثة الرابعة:
 روى أئمة الحديث برواية مشهورة قريبة من التواتر، وذكر أكثر علماء التفسير؛ ان سبب نزول الآية الكريمة: ﴿اِنّا جعلنا في أعناقِهِم أغلالاً فهي الى الأذقانِ فَهُم مُقمَحون  وَجَعلنا من بين أيديهم سَداً ومَِن خَلْفِهم سَداً فأغشيناهم فهم لا يبصِرون﴾ (يس8ـ 9) ان أبا جهل أقسم؛ لئن أرى محمداً ساجداً لأضربنّه بهذه الصخرة (فجاءه بصخرةٍ وهو ساجد وقريش ينظرون، ليطرحها عليه فلزقت بيده ويبسَتْ يداه الى عنقه)(2) وبعد أن أتم الرسول y صلاته انصرف وانطلقت يد أبي جهل. إما بدعائه y أو لأنتفاء الحاجة.
 ان الوليد بن المغيرة (اتى النبي y ليقتله فطمس الله على بصره فلم ير النبيy، وسمع قوله فرجع الى اصحابه فلم يرهم حتى نادوه)(1) حتى اذا خرج الرسول y من المسجد عاد بصرُه، لانتفاء الحاجة.
 وثبت عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه انه: بعدما نزلت سورة ﴿تَبّتْ يدا أبي لهب﴾ أتت ام جميل ، امرأة أبي لهب الملقبة بحمالة الحطب ( رسول الله y وهو جالس في المسجد ومعه أبو بكر وفي يدها فِهر(2) من حجارة فلما وقفَتْ عليهما لم تر الاّ ابا بكر وأخذ الله تعالى ببصرها عن نبيه y فقالت: يا أبا بكر أين صاحبك فقد بلغني انه 

-----------------------
(2) الشفا (1/ 351) رواه ابو نعيم في الدلائل وابن اسحق (الخفاجي 3/ 241) واورده الهيثمي في (المجمع) (8/ 227) وقال: رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه اسحق بن فروة وهو متروك. ومحاولة ابو جهل هذه صحت بغير السياق السابق من حديث ابي هريرة، رواه مسلم برقم (2797)، جاء في احد الروايات قال ابو جهل: لئن رأيت محمداً يصلي عند الكعبة لأطأن على رقبته، فبلغ ذلك النبي y فقال: لو فعله لاخذته الملائكة.
(1) الشفا (1/ 351) ذكره السمرقندي (الخفاجي 3/ 242).
(2) (فهر): حجر ملء الكف.

لايوجد صوت