ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب التاسع عشر | 279
(163-327)

أثر من آثار التربية النبوية وهدايتها الخارقة.

الشعبة الثالثة
ان عصمة الله تعالى للرسول الكريم y وحفظه له من اذى الناس معجزة باهرة وحقيقة جلية نص عليها القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿والله يَعْصمُكَ مِن النّاس﴾ (المائدة: 67).
ففي هذه الآية الكريمة معجزات كثيرة. اذ لما أعلن الرسول الكريم y نبوته فانه لم يتحدَّ طائفة واحدة ولا قوماً ولا ساسة ولا حكاماً معينين ولا مجتمعه بل تحدى جميع السلاطين وجميع أهل الأديان، تحداهم جميعاً ولا عاصم له الا الله، وحتى عمه قد ناصبه العداء وقومه وقبيلته كانوا اعداء له، ومع هذا ظل ثلاثاً وعشرين سنة من غير حارس يحرسه، رغم تعرّضه لمخاطر ومهالك كثيرة، ولقد عصمه الله من الناس وحفظه حتى انتقل الى الملأ الأعلى باطمئنان كامل. مما يدلنا دلالة الشمس في وضح النهار مدى رصانة الحقيقة التي تنطوي عليها الآية الكريمة: ﴿والله يَعْصِمُكَ مِنَ النّاس﴾ ومدى كونها نقطة استناد له y.
وسنذكر بضعاً من الحوادث التي هي ثابتة ثبوتاً قطعياً ونسوقها على سبيل المثال:
الحادثة الأولى:
 يروي أهل السيرة والحديث متفقين على انه: عندما اجتمعت قريش على قتله y جاءهم ابليس في هيئة شيخ ودلّهم على ان يؤخذ من كل قبيلة فتىً - لئلا يَقع النزاع بينهم - فسار ما يناهز مائتي رجل بقيادة أبي جهل وأبي لهب نحو بيت النبي y وكان عنده علي رضي الله عنه فأمره ان ينام على فراشه وانتظرهم الرسول y حتى أتت قريش وحاصروا البيت (فخرج عليهم y من بيته فقام على رؤوسهم وقد

لايوجد صوت