ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب التاسع عشر | 280
(163-327)

ضرب الله تعالى على أبصارهم وذرّ التراب على رؤوسهم، وخَلَصَ منهم)(1).
 وأيضاً (حمايته عن رؤيتهم في الغار بما هيأ الله من الآيات ومن العنكبوت الذي نسج عليه.. ووقفت حمامتان على فم الغار)(1).
الحادثة الثانية:
وهي قصة سراقة بن مالك(2) (حين الهجرة، وقد جعلتْ قريش فيه - y - في ابي بكر الجعائل(3) فأنذر به، فركب فرسه واتبعه حتى اذا قرُب منه دعا عليه النبي y فساخت قوائم فرسه فخرّ عنها... ثم ركب ودنا حتى سمع قراءَة النبي y وهو لا يلتفت وأبو بكر رضي الله عنه يلتفت وقال للنبي y أوتينا، فقال: لا تحزن ان الله معنا) كما قاله في الغار (فساخت ثانية الى ركبتيها وخرّ عنها فزجرها فنهضت ولقوائمها مثلُ الدخان، فناداهم بالأمان، فكتب له النبي y أماناً... 

---------------------------
(1) صحيح: الشفا (1/ 349). عن ابن عباس قال: ان الملأ من قريشٍ اجتمعوا في الحجر فتعاقدوا باللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى ونائلة وإساف: لو قد رأينا محمداً لقد قمنا اليه قيام رجل واحد فلم نفارقه حتى نقتله، فاقبلت ابنته فاطمة تبكي، حتى دخلت على رسول الله y فقالت: هؤلاء الملأ من قريش قد تعاقدوا عليك، لو قد رأوك لقد قاموا اليك فقتلوك، فليس منهم رجل الاّ قد عرف نصيبه من دمك، فقال: يا بنية، أريني وضوءا، فتوضأ ثم دخل عليهم المسجد، فلما رأوه قالوا: ها هوذا، وخفضوا ابصارهم، وسقطت أذقانهم في صدورهم، وعقروا في مجالسهم، فلم يرفعوا اليه بصراً، ولم يقمُ اليه منهم رجل، فأقبل رسول الله y حتى قام على رؤوسهم، فأخذ قبضة من التراب، فقال: شاهت الوجوه، ثم حصبهم بها، فما اصاب رجلاً منهم من ذلك الحصى حصاةٌ الاّ قُتِلَ يوم بدر كافراً اهـ. تحقيق المسند للعلامة أحمد شاكر (4/ 269 رقم 2762) قال: اسناده صحيح وهو في مجمع الزوائد (2/ 228) وقال: (رواه ا احمد باسناد ورجال احدهما رجال الصحيح) واقول بل كلاهما.
(1) الشفا (1/ 349) (الخفاجي 3/ 236) مضى تخريجه في (1) ، (2).
(2) رواه البخاري (4/245 - 246) في الانبياء: باب علامات النبوة في الاسلام، وفي فضائل اصحاب النبي y باب مناقب المهاجرين وفضلهم وباب هجرة النبي y واصحابه الى المدينة. ومسلم (2009) وأحمد.
(3) (الجعائل): جمع جعيلة، ما يعطى في مقابلة عمل ما. (زلخة): وجع يأخذ في الظهر فيمنع الانسان من الحركة.

لايوجد صوت