ضرب الله تعالى على أبصارهم وذرّ التراب على رؤوسهم، وخَلَصَ منهم)(1).
وأيضاً (حمايته عن رؤيتهم في الغار بما هيأ الله من الآيات ومن العنكبوت الذي نسج عليه.. ووقفت حمامتان على فم الغار)(1).
الحادثة الثانية:
وهي قصة سراقة بن مالك(2) (حين الهجرة، وقد جعلتْ قريش فيه - y - في ابي بكر الجعائل(3) فأنذر به، فركب فرسه واتبعه حتى اذا قرُب منه دعا عليه النبي y فساخت قوائم فرسه فخرّ عنها... ثم ركب ودنا حتى سمع قراءَة النبي y وهو لا يلتفت وأبو بكر رضي الله عنه يلتفت وقال للنبي y أوتينا، فقال: لا تحزن ان الله معنا) كما قاله في الغار (فساخت ثانية الى ركبتيها وخرّ عنها فزجرها فنهضت ولقوائمها مثلُ الدخان، فناداهم بالأمان، فكتب له النبي y أماناً...
---------------------------
(1) صحيح: الشفا (1/ 349). عن ابن عباس قال: ان الملأ من قريشٍ اجتمعوا في الحجر فتعاقدوا باللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى ونائلة وإساف: لو قد رأينا محمداً لقد قمنا اليه قيام رجل واحد فلم نفارقه حتى نقتله، فاقبلت ابنته فاطمة تبكي، حتى دخلت على رسول الله y فقالت: هؤلاء الملأ من قريش قد تعاقدوا عليك، لو قد رأوك لقد قاموا اليك فقتلوك، فليس منهم رجل الاّ قد عرف نصيبه من دمك، فقال: يا بنية، أريني وضوءا، فتوضأ ثم دخل عليهم المسجد، فلما رأوه قالوا: ها هوذا، وخفضوا ابصارهم، وسقطت أذقانهم في صدورهم، وعقروا في مجالسهم، فلم يرفعوا اليه بصراً، ولم يقمُ اليه منهم رجل، فأقبل رسول الله y حتى قام على رؤوسهم، فأخذ قبضة من التراب، فقال: شاهت الوجوه، ثم حصبهم بها، فما اصاب رجلاً منهم من ذلك الحصى حصاةٌ الاّ قُتِلَ يوم بدر كافراً اهـ. تحقيق المسند للعلامة أحمد شاكر (4/ 269 رقم 2762) قال: اسناده صحيح وهو في مجمع الزوائد (2/ 228) وقال: (رواه ا احمد باسناد ورجال احدهما رجال الصحيح) واقول بل كلاهما.
(1) الشفا (1/ 349) (الخفاجي 3/ 236) مضى تخريجه في (1) ، (2).
(2) رواه البخاري (4/245 - 246) في الانبياء: باب علامات النبوة في الاسلام، وفي فضائل اصحاب النبي y باب مناقب المهاجرين وفضلهم وباب هجرة النبي y واصحابه الى المدينة. ومسلم (2009) وأحمد.
(3) (الجعائل): جمع جعيلة، ما يعطى في مقابلة عمل ما. (زلخة): وجع يأخذ في الظهر فيمنع الانسان من الحركة.